تعرضت عشرات الآلاف من أجهزة الكمبيوتر في نحو 100 دولة لهجوم إلكتروني عالمي استخدم أدوات للتسلل الإلكتروني يُعتقد أن وكالة الأمن القومي الأمريكية طورتها مما عطل نظام قطاع الصحة في بريطانيا وشركة (فيديكس) العالمية للبريد السريع. وخدع المتسللون ضحاياهم ليفتحوا برامج خبيثة في مرفقات برسائل إلكترونية مؤذية بدت وكأنها تحتوي على فواتير وعروض لوظائف وتحذيرات أمنية وغيرها من الملفات القانونية. وشفر برنامج (رانسوموار) أو (الفدية الخبيثة) بيانات أجهزة الكمبيوتر وطالب بمبالغ مالية ما بين 300 و600 دولار كي تعود الأجهزة للعمل بشكل طبيعي. وقال باحثون أمنيون إنهم لاحظوا أن بعض الضحايا دفعوا بواسطة عملة بيتكوين الرقمية رغم أنهم لا يعلمون النسبة التي تم إعطاؤها للمتسللين. والسؤال ما هي عملة البتكوين التي تحولت إلىعملة للابتزاز. نشأة فكرة Bitcoin ظهرت عملة الـBitcoin كفكرة عام 1998 كتطبيق لنظرية cryptocurrency أو العملة المشفرة، وهي نظرية تعتمد على أن يكون المال مشفرا ولا يمكن تعقبه أو التحكم به إلا من خلال مالكه فقط، في حين أن أول تطبيق عملي للفكرة تم في عام 2009 من خلال مطور برامج يدعى ساتوشي ناكموتو، وهو مطور برمجيات غامض لا يعرف أحد عنه الكثير، قام ساتوشي بإنشاء محفظة إلكترونية تطبيقا لنظرية العملة المشفرة. ترك ساتوشي المشروع في عام 2010 وتولاه بعد ذلك مجموعة كبيرة من مطوري البرمجيات وهي برمجيات مفتوحة المصدر ويمكن لأي مطور برمجيات أن يطلع على الكود الرئيسي للبيت كوين وينتج نسخته الخاصة منها. مع الوقت تحول بيتكوين من مجرد محفظة مالية محدودة لواحدة من أكبر المحافظ المالية مفتوحة المصدر صعبة التعقب، حيث أنه من شبه المستحيل تعقب الحركة المالية الخاصة بالبيتكوين إلا من خلال المصدر نفسه فقط، وطالما ظل المصدر مجهولا فمن المستحيل معرفة حركة البتكوين ومسارها. كيف يمكن الحصول على Bitcoin طرق الحصول تشبه كثيرا طرق الحصول على الأموال العادية، يمكن الحصول عليها كثمن للمنتجات أو الخدمات، أو عن طريق خدمات تبادل البيتكوين، أو عن طريق التنقيب. التنقيب عن البيتكوين يكون عن طريق أجهزة كمبيوتر معينة مصممة خصيصا لعمل عمليات حسابية غاية في التعقيد للحصوول على مكافآة من عملات البيتكوين، هذه المكافآة تكون مجموعة عملات يتم تقليل قيمتها كل 4 أعوام حتى وصلت المكافآة الواحدة إلى 25 بيتكوين، طريقة التنقيب تشبه كثيرا عملية البحث عن الذهب على أرض الواقع إلا أنها تحتاج كمبيوتر بمعالج عالي السرعة، حيث أن استخدام أجهزة الكمبيوتر الشخصية في عمليات التنقيب غير مربحة بالمرة. هناك العديد من المواقع الرسمية التي تبدل عملة البيتكوين إلى عملات نقدية على أرض الواقع، كما أن البيتكوين غير مجرمة كعملة تداول في أي دولة في العالم باستثناء روسيا والأرجنتين وتايلاند. مميزات وعيوب Bitcoin كأي شيء آخر عملة البيتكوين لها مميزات وعيوب، من مميزات هذه العملة حرية الدفع الكامل لأي شيء بدون انتظار تحويلات البنوك وبدون الخصومات الإدارية والضريبية، فالعملة تظل بقيمتها الكاملة في جميع مراحل التحويل، وتكون مخاطرها أقل بكثير في التجارة لأنها لا تحتوي على أي معلومات خاصة بحسابات التجار يمكن استخدامها لاحقا في الإضرار بالتاجر. أما العيوب فهي أنها غير معروفة لدى قطاع كبير من المتعاملون في النظام النقدي الطبيعي، لذا لا يبدي الكثير من الأشخاص الثقة في التعامل بهذه العملة الغريبة التي لا تشغل حيزا من الفراغ ولا يمكن عدها، على الرغم من تطابقها في صفات كثيرة مع نظم الدفع الإلكتروني ATM وغيرها من المعاملات البنكية العادية. أيضا العملة حتى الآن في إطار النسخة التجريبية، أي أنها من الممكن أن تسقط في أي وقت ولا يصبح لها أي تواجد وتضيع كل الأموال التي انفقت على حيازتها أو الوصول لها، سعرها غير ثابت حتى الآن، فالسعر متغير بطبيعة العرض والطلب، فقد بدأت قيمتها من أقل من دولار للوحدة الواحدة من البتكوين، حتى وصلت لما يزيد عن 1000 دولار وسعرها الآن يتراوح من 500 لـ600 دولار للوحدة الواحدة. العملة أيضا لها عدد محدود لن تزيد عنه مهما حدث هي فقط 21 مليون وحدة بيتكوين، ومكن تقسيم الوحدة الواحدة لوحدات أقل.   وحتى الآن عملة البيتكوين هي عملة الإنترنت الأكثر انتشارا والتي يفضلها أغلب المستخدمين سواء في التعاملات العادية أو المشبوهة نظرا لخصوصيتها الزائدة واحتمالات تعقبها الأقل كثيرا من غيرها، كما يتم استخدام هذه العملة كثيرا في عمليات غير شرعية مثلها مثل الأموال العادية. ورغم أن البيتكوين تترك أثرا رقميا فإن محاولة تعقبها صعبة للغاية مقارنة بالتحويلات البنكية أو العادية، ولكنها أسهل في التعقب كثيرا من التعاملات النقدية المباشرة، لذا فهي كغيرها من المعاملات النقدية لديها طرق تعقب صعبة نسبيا ولكن يمكن تعقب أثرها الرقمي بينما هي أسهل في تعقبها من التعامل النقدي المباشر، حيث أنه من الصعب جدا تعقب الأموال المباشرة.شارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)