عبير طفلة سورية نازحة تبلغ من العمر 7 أعوام وتعاني من خلع في الفخذ الأيسر أصيبت به أثناء الولادة، مما كان يسبب لها الكثير من الألم ويجعلها تعاني أثناء المشي. تم تشخيص حالتها في مرحلة مبكرة، إلا أن العائلة لم تستطع تحمل نفقات العملية الجراحية الباهظة التي قدرت وقتها بحوالي 12 ألف دولار، فاضطر الأهل إلى الوقوف مكتوفي الأيدي طوال تلك الأعوام. ظل الحال على ما هو عليه بينما كانت الطفلة الصغيرة تكبر يوما بعد يوم، وتكبر معها آلام العاهة الشديدة التي لازمتها منذ مولدها، إلى أن أتيحت أمام الأهل فرصة الكشف المجاني على ابنتهم من خلال مشروع نفذته بعثة الهلال الأحمر القطري في لبنان لإجراء جراحات عظام للاجئين. وقد كان هذا المشروع ثمرة جهد مشترك ما بين الهلال الأحمر القطري من خلال بعثته التمثيلية في لبنان وصندوق إغاثة أطفال فلسطين والجمعية الطبية السورية الأمريكية (سامز) والهلال الاحمر الفلسطيني، وهو المشروع الذي انتهى مؤخرا إنجاز المرحلة الرابعة منه، ومن المقرر البدء في المرحلة الخامسة بعد 6 أشهر. ومن المعروف أن مثل هذه العمليات الجراحية تتم تحت التخدير الكامل وتتضمن تحريك الفخذ حتى يعود رأس المفصل إلى الجعبة المفصلية، قبل أن يتم تثبيت الفخذ في مكانه الطبيعي، وبعدها توضع جبيرة على فخذ وساق الطفل لمدة 12 أسبوعا. وقد خضعت الطفلة عبير لهذه العملية المعقدة لمدة تجاوزت 3 ساعات في مشفى صفد بالبداوي شمال لبنان، وقام بإجراء الجراحة الدكتور ياسر صابوني اختصاصي جراحة العظام وجراحة العظام للأطفال الذي جاء زائرا إلى لبنان من المملكة المتحدة. وكانت عبير واحدة من 8 مرضى أجريت لهم جراحة عظام ضمن هذا المشروع، حيث تم تحديد المرضى المستفيدين عن طريق إجراء فحص سريري خلال الشهرين الماضيين لعدد 41 طفلا تتراوح أعمارهم بين عام واحد و14 عاما، وذلك بعد الإعلان عن المشروع من قبل الهلال الأحمر الفلسطيني الذي تولى جمع المعلومات واستقبال الطلبات. إن عبير، كغيرها من الأطفال، سوف تكون قادرة على الركض وراء أحلامها حالما يكتمل شفاؤها بإذن الله، وهو حلم لطالما راود طفلة سورية كانت الإعاقة ستلازمها طوال حياتها.