×
محافظة المنطقة الشرقية

"المهنا" .. "خادم الأوقاف" بالشرقية ضيفًا على "لقاء الخميس"

صورة الخبر

تكتسب زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى الولايات المتحدة الأميركية، واللقاء مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أهمية استثنائية، لاعتبارات كثيرة. أبرز هذه الاعتبارات، أن هذه أول قمة إماراتية أميركية، بعد تولي الرئيس الأميركي الجديد سلطاته، بما يجعل موقف الإمارات ورأيها إزاء مختلف التحديات حاضراً في هذه القمة. ثاني الاعتبارات أن وجود إدارة أميركية جديدة، برؤية مختلفة يجعل التواصل معها، مهماً، في ظل المؤشرات عن تصور أميركي جديد إزاء قضايا المنطقة، والعالم، وهذا التصور لابد أن يكون للعرب والإمارات، دور في صياغته. أما الاعتبار الثالث فهو، أن هذا اللقاء يأتي قبل أيام من زيارة الرئيس الأميركي إلى المملكة العربية السعودية، وعقده لثلاث قمم في السعودية، مع الملك سلمان، ومع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، وعدد من القادة العرب والمسلمين، وبلا شك فإن موقف الإمارات المتطابق مع الدول العربية الخليجية، وغيرها من الدول، يترك أثراً كبيراً. الاعتبار الرابع الذي يمنح الزيارة الأهمية الاستثنائية، يتعلق بالأخطار الإقليمية، التي باتت تصدرها عواصم محددة بما يهدد أمن المنطقة والإقليم، وهذه التهديدات لابد من مواجهتها ووضع حد لها، لأنها لا تقف عند حدود المنطقة بل تمتد إلى كل العالم. كما أن ما يتعلق بملف الإرهاب وتداعياته، يعد اعتباراً حساساً جداً، بعد ما أعلنته الولايات المتحدة بشأن الحرب على الإرهاب، والذي نرى أفعاله في سوريا والعراق واليمن وليبيا وغير ذلك من مواقع، حيث يضرب الإرهاب اليوم في كل موقع. خمسة اعتبارات، تجعل زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مهمة جداً، للإمارات، وللعرب، ولكل المنطقة، وللقوى والدول المعتدلة. المكانة التي تمثلها الإمارات والانفتاح على دول العالم المختلفة، يعززان شراكة الإمارات، مع هذه الدول، ونلاحظ دوماً هذه القدرة الإماراتية على التواصل مع كل الدول، على ما بينها من اختلافات أحياناً، أو تناقضات، فقد استطاعت السياسة الإماراتية، أن تكون معتدلة ومقبولة من الجميع، في ظل مرتكزين أساسيين، لهذه السياسة، وهما أن الإمارات بلد يؤمن بالسلام والاستقرار والأمن والتنمية ومساعدة شعوب العالم، مثلما يؤمن بضرورة ردع الأخطار المتمثلة بالإرهاب والأطماع التوسعية، ومحاولات إيذاء شعوب العالم أو المنطقة بطرق مختلفة. العلاقة الإماراتية الأميركية، علاقة طويلة وممتدة، ومنذ أن اعترفت الولايات المتحدة بالاتحاد عام 1971، وهذه العلاقات تنمو، على كل الأصعدة، السياسية والاقتصادية والعسكرية، ولابد أن نشير هنا، إلى أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الولايات المتحدة، تعد الثالثة من نوعها خلال عامين. لقد سعت الإمارات عبر علاقتها مع واشنطن حصراً إلى أن تلعب الولايات المتحدة دوراً إيجابياً إزاء قضايا متعددة، ولعل تراجع الدور الأميركي قبيل وصول الإدارة الحالية إلى الحكم في واشنطن، تسبب بنشوء أوضاع مشوهة، ومعادلات تهدد أمن الإقليم والمنطقة، بما يترك أثراً على السلم العالمي، لكن الإدارة الحالية أعطت مؤشرات إيجابية، على أنها ستكون مختلفة، وأنها تريد استعادة دور واشنطن في العالم، وتدرك أهمية صياغة التحالفات مع الدول المعتدلة والدول التي تؤمن بالاستقرار، وضرورة ردع الإرهاب، سواء جاء هذا الإرهاب من تنظيمات أو من دول أو من أحزاب. ننظر إلى هذه الزيارة بأمل كبير، فالإمارات لها كلمتها المؤثرة في مراكز صناعة القرار في العالم، وهي جزء أساس من صناعته أيضاً، خصوصاً، أن كل ما تريده الإمارات، يتعلق بضرورة الدفاع عن أمن المنطقة واستقرارها، ووضع حد لكل التهديدات، وهذه قضايا لا يختلف عليها أحد.