×
محافظة المدينة المنورة

عام / أمير المدينة المنورة يُدشن صفحة إلكترونية لإطلاع المواطنين على سير المشروعات في المنطقة

صورة الخبر

أبوظبي: نجاة الفارس استضاف اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي، في مقره بالمسرح الوطني أمس الأول، الكاتب خالد عمر بن ققة، المستشار الإعلامي للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رئيس التحرير التنفيذي لمجلة «الكاتب العربي»، في أمسية بعنوان «رؤية محمد بن زايد: النوعية والمرتكزات الخمسة» أدارها حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات.وقال حبيب الصايغ: إن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، يعمل على توثيق الشخصية الوطنية، وهو ما يجب أن يشغل جميع المؤسسات الثقافية؛ لأن ما يحدث في الإمارات، جميعنا نقر أن سببه ليس الثروة وحدها، فالشخصية الوطنية تؤدي دوراً كبيراً منذ غرس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيّب الله ثراه، إلى استمرار نهجه على يد صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله. أضاف أن شخصية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يجب أن تدرس لأسباب كثيرة، في حسنا الشعبي الجميع يتكلم عن علاقة الشبه عجيبة بين سموّه، وبين والده المغفور له الشيخ زايد. وقد حضرت أكثر من لقاء تكلم فيه سموّه، قائلاً: لا تقارنوني بشخصية الشيخ زايد، ولا تقارنوا أي أحد من أبناء الشيخ زايد بتلك الشخصية العظيمة. ونحن شعب الإمارات نرى أن هناك تشابهاً، وبالقدر نفسه، نرى أن صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد يتميز عن أقرانه من القادة بانتمائه إلى المستقبل، فسموّه يعمل ويخطط ويتكلم عن الإمارات بعد 50 عاماً، يريد لدولة الإمارات الفرح الآن وفي المستقبل، يُنشأ مجلس الشيخ محمد بن زايد لأجيال المستقبل، ويتكلم في القمة الحكومية العام الماضي، ويخاطب أجيال المستقبل، فيثير الطمأنينة، وكلما تكلم سموّه، دخلنا في الثقة والطمأنينة.وأضاف، لا شك أن سموّه علامة فارقة في تاريخ الإمارات والمنطقة، وسموّه الآن موجود في واشنطن يدافع عن منطقتنا وعن أجيالنا المقبلة، وعن استقرارنا وعن الإسلام. يكفي أن سموّه تحول اليوم من رمز إلى معيار لمعرفة الحق من الباطل، فمن مع صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، هو مع السعادة والفرح، ومع الأمن والاستقرار والتنمية. والشرذمة القليلة الذين ضد سموّه يمثلون الإرهاب والتطرف والتعجرف والكآبة والجهل. وذكر الصايغ، أن المحاضر في هذه الأمسية بن ققة، رجلٌ الجميع يعرف أنه غير مجامل، ودائماً يتميز بالصراحة، وكل كلمة سيقولها، أنا موقن أنها صادقة ومستندة إلى دليل. وقال بن ققة: أقدّم قراءة ومقاربة لرؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان؛ لأن الرؤية في الغالب تكون لصاحبها، وهو المخول بتفسيرها للآخرين، وحينما يتحول فكر أي قائد إلى اهتمام الآخرين، يعني ذلك، أنه يأخذ طريقاً ميسراً، وما سأذكره اليوم، هو جزء من منظومة الفكر العالمي، وحينما أتحدث عن القيم الأخلاقية أو تطوير التعليم هذه أيضاً سياق عالمي، وإن كانت التجربة مختلفة. وأضاف: تنطلق رؤية سموّه، للتغيير والتطور والتأسيس للمستقبل، من التركيز على الخيار الأوحد «النوعية»، في ظل منافسة تعتمد على العلم، وقد تجلّى ذلك خلال المحاضرة التي ألقاها في ختام فعاليات «مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل» في 8 مارس/ آذار الماضي، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، وسط حضور عريض من طلبة مختلف الجامعات في الدولة والهيئات التعليمية. وذكر أن رؤية سموه تُحقِّقُ في طرحها المتواصل مسألتين مهمتين، أولاهما: الذهاب إلى المستقبل قبل حضوره من خلال إبعاد الخوف عن الأجيال الجديدة في الإمارات، بحيث تغدو هي الثروة الحقيقية بعد انتهاء النفط، المكون الرئيسي للاقتصاد الوطني، ثانيتهما: الشراكة مع العالم في مرحلة أولى، والتنافس في مرحلة ثانية، والفوز في السباق في مرحلة ثالثة، وربما لهذا السبب ركَّز على اللحاق بدول أحدثت تطوراً في مجال التعليم، ومنافستها، مثل: نيوزيلندا، وسنغافورة، وكوريا الجنوبية.وأوضح، أن تأسيس تلك الرؤية يأتي من خمسة مرتكزات، تتداخل أحياناً إلى درجة يصعب فيها التمييز بينها من الناحية التطبيقية، وإن كان ذلك ممكناً من الناحية النظرية، وتتباعد أحياناً أخرى، حتى لكأنها تشكل عوالم منفصلة.بنات الزمان:وقال بن ققة: إن الحديث عن المرتكزات الخمسة، يكشف عن رؤية تقوم على استراتيجية شاملة، لها ما يؤديها من تطبيق عملي، يحق للعرب جميعهم إن أرادوا تغيير حالهم الاستناد إليها؛ لأنها بنات زمانها بما فيه من حداثة وعصرنة، وتطبيقات للعلم على أوسع نطاق، كما أنه يؤسس لتحول عربي قائم على المشاركة في الحقل العالمي للسياسة والاقتصاد والثقافة، وكل مجالات الحياة، وتلك المرتكزات، هي:أولاً ميراث الحكمة، وهذه كما ذكر صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، أنه «قبل 47 سنة وفقنا بقيادة حكيمة، وليست ذكية فقط، أقامت بنية تحتية على أسس صحيحة. وبفضلها نحن نضع رؤية 25 سنة و50 سنة إلى الأمام»، وعلى خلفية ما قام به المؤسسون الأوائل وعلى رأسهم الشيخ زايد، رحمه الله، أصحبت الإمارات «دولة مغرية» للعيش فيها؛ لما لها من اقتصاد قوي، ومواصلات واتصالات متميزة على مستوى المنطقة والعالم، وتوفر الأمن والأمان، ما جعل 70% من الشباب العربي حسب استبانات الرأي يريدون العيش فيها، ويزورها 28 مليون سائح سنوياً. هناك اليوم في الإمارات تنمية لميراث الحكمة، حيث يتحقق الرشد بوعي وبجد، ليس من أجل المحافظة على المكاسب والمنجزات، فقط، ولكن للتمكين لرؤية عربية ناضجة في الداخل والخارج، تكشف عن أن الدمار والتطرف والفساد ليست حالة عربية شاملة. الإنسان.. والقيم: وأضاف، أن المرتكز الثاني هو الرهان على الإنسان، ويتجلى في ثلاثة أبعاد، أولها: دفعه ليكون فاعلاً وصانعاً لتاريخه الشخصي، والوطني، ومشاركاً مع العالم بإيجابية، وثانيها: التعويل عليه باعتباره الأمل والمستقبل، وثالثها: جعله في المكان المناسب، ومن خلال هذه الأبعاد يتحقق الهدف الأساسي، وهو أن يكون المستقبل أفضل من الحاضر، مهما كان هذا الخير ثرياً وجميلاً ومُبهجاً وقد يستغرق تحقيق هذا مسيرة طويلة، لكن المهم أن يصبح واقعاً معيشاً حين يحل أوانه، موضحاً أن الرهان على الإنسان، اليوم، في الإمارات، ليس تنظيراً، ولا هو خطاب سياسي مثل الذي نراه سائداً في دول عربية أخرى، ولكنه وعي وقرار وتنفيذ لدى القادة والمسؤولين. فرض سلطة الدولة والمرتكز الثالث، هو إحياء منظومة القيم، والحديث هنا يخص، مادة الأخلاق، التي أقرها سموّه في شهور ماضية، وضعت ضمن البرامج المدرسية، وقد دار في هذا الموضوع نقاش واسع، اختصره سموّه في سؤال كثير من الناس: لماذا تُدرَّس مادة التربية الأخلاقية؟ وجاءت إجابته على النحو التالي: «في الإمارات 9 ملايين غير إماراتي، ومليون إماراتي فقط، وما يؤثر فينا كثير، وليس لدينا مضاد حيوي، وهناك تأثير لوسائل التواصل الاجتماعي»، ما يعني أن منظومة القيم تمثل حماية للمجتمع من العادات والثقافات الدخيلة، على غرار ما فعلت دول أخرى، ومنها: اليابان. وأكد أن مسألة إحياء منظومة القيم من خلال تدريس الأخلاق، يحقق ثلاثة أهداف، أولها: حماية المجتمع من حدوث فوضى المُنظّرين من مثقفين ورجال دين. وثانيها: فرض سلطة الدولة لجهة تأكيد دورها في التراث الجمعي، ومسؤوليتها المباشرة عن حمايته. وثالثها: طرح الأخلاق في بعدها الحقيقي والعميق لجهة فرض التسامح، والاعتراف بالآخر، وطرح قيم التعايش، والاستفادة من التنوع الثقافي.. إلخ.وأضاف، بقدر ما نجد في رؤية سموّه سعياً دؤوباً للاستفادة من تجارب العالم في العلوم والمعارف، بقدر إقراره للحالة العربية الراهنة، وهو ما يظهر في قول سموه: «نحن العرب لدينا قيم وعادات جميلة، ولا نريد أن يدخل علينا شيء غريب يخرّب قيمنا..». والمرتكز الرابع، هو صواب رؤية الآخر، عبر الاعتراف بوجود رأي مختلف عنَّا يحمل صدقاً وواقعية وصواباً في مكان آخر من هذا العالم الفسيح، وهذا يعني عدم احتكار الحقائق، وهو جاء واضحاً في قول سموه: «نحن، شرقُ أوسطيين، عربٌ، مسلمون، تعلَّمنا أننا دائماً على صح، وهذا أمر خطر.. هناك أناس صحّ على الطرف الثاني من الكرة الأرضية.. الطرف الآخر أيضاً صح.. هذا يمثل تحدياً في ثقافتنا»، لكن ما الذي سنستفيده في حال اعترافنا برأي الآخرين؟ مع الصين.. والشيلي: نجد الإجابة في قول سموِّه من خلال سرده لبعض التجارب العالمية: «سنغافورة كانت قبل خمسين مستنقعات، انظروا كيف وصلت اليوم إلى تعليم شبابنا وعلاج مرضانا؟ كوريا كانت قبل 20 سنة تأخذ معونات من الدول الغنية، اليوم هي من مجموعة العشرين»، ودعا سموّه شباب الإمارات إلى التفاعل المبكر مع التطور المقبل قائلاً: «في الإمارات علينا أن نعرف كيف نتعامل مع الصين والشيلي، ونبرم معهما عقوداً، ونُربِّح شركات إماراتية».وذكر بن ققة أن المرتكز الخامس يتمثل في توجيه رسائل إيجابية، ويعدّ هذا المرتكز الهدف الأسمى؛ لأنه يقدم الإمارات والعرب ضمن سياق الحضارة والمشاركة، ولا يحول دون تحقيقه الظلام الذي عمّ المنطقة، وبهذا الخصوص يقول سموّه: «نحن من منطقة صعبة، وغير مستقرة.. بلادنا مثل النور الذي يشعّ في منطقة مظلمة، وهي قدوة حسنة أيضاً، مع احترامي لكل جيراننا»، لكن من أين جاء سموّه بهذا الحكم؟ يستند في ذلك إلى الأرقام، وهي لا تنافق «خلال 60 سنة مرت من منطقة الشرق الأوسط، كم رسالة إيجابية أرسلتها للعالم؟ بلادكم كل يوم تحاول أن ترسل رسالة إيجابية للعالم، رسائل شرقاً وغرباً، من أقصى العالم إلى أقصاه، تقول: نحن نعيش في درجة حرارة 50 والرطوبة 100 والمنطقة تعيش أوضاعاً صعبة، ومع ذلك نحن نرسل رسائل إيجابية». وختم بن ققة أن تلك المرتكزات وغيرها، تجسد رؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، وتعدّ بياناً عربياً موجهاً للأجيال الإماراتية في المستقبل المنظور. مداخلات مهمة: عقب ذلك قدم عدد من الحضور مداخلات مهمة أثنوا بها على اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات على هذه اللفتة الكريمة تجاه شخصية تستحق الدراسة والتأمل، كما تقدموا بجزيل الشكر للمحاضر بن ققة، موضحين أنه بالفعل انطلق من أدلة منطقية في محاضرته بعيداً عن المجاملة. قال الإعلامي محمد ولد المنى، إن في تجربة دولة الإمارات وتجربة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد نلاحظ خصوصية مهمة جداً، هذا التزاوج والتساوي بين شقي النظرية والتطبيق، الفكرة والواقع، المفهوم والإجراء، الممارسة والتنظير. وذكر الكاتب سعيد الحنكي، أن هذه الرؤية تبتعد كثيراً عن الكلام العاطفي الذي كان يطرح من قبل على مستوى الدول العربية، ذلك كلام مجامل، ولكن المسألة أصبحت حقيقة علمية ليست خاضعة إلى تنظيرات. وأوضح الكاتب والمفكر الدكتور يوسف الحسن، أن المحاضر تناول موضوعاً بحاجة إلى تسليط الضوء عليه أكثر، ونحن بحاجة في اتحاد الكتّاب أن نتوسع، وأن نزيد من العطاء الفكري؛ لإبراز هذه الرؤية التي يتناولها قادة الإمارات بشكل عام، وبشكل خاص هذه القامة المهمة في مرحلة ليست سهلة، ولكن هي مرحلة صعبة. وقال الكاتب محمد عبدالرحمن، إن الرؤية شاملة وغير خاصة فقط بالشباب الإماراتي، متسائلاً كيف يمكن إيصالها إلى كل الشباب العربي؟ وما دور الكتّاب والمثقفين والإعلامين بهذا الجانب؟ وعلق حبيب الصايغ على دور الإعلام، موضحاً أن الأولويات في بعض الإعلام الإماراتي غير مرتبة الترتيب الصحيح، فالإعلام ميال إلى التغطية الصحفية العادية، المستهلكة يومياً، ولكن لا يتناول المسألة كما تناولها اليوم خالد بن ققة، متمنياً أن تجد هذه الندوة التغطية اللائقة، فالمساحات التي في الصحافة إذا لم تعطَ إلى مثل هذا الكلام المعمق عن شخصية وطنية، فلمن نعطيها؟.