شاهر الأحمد-الدوحة خلصت ندوة مركز الجزيرة للدراسات بعنوان "مستقبل القضية الفلسطينية بين تعقيدات الداخل وتحديات الخارج" بالعاصمة القطرية الدوحة إلى أن الشعب الفلسطيني بمواقعه المختلفة يمتلك إمكانات وقدرات من أجل إبقاء قضيته حية، وأن هذا الشعب في الضفة الغربية وغزة وفي الشتات عنده سبل ووسائل متنوعة من المقاومة تستطيع أن تجبر الاحتلال على الرضوخ لمطالبه، كما أن عدالة القضية تحفظ لها مواصلة الدعم من العرب والمسلمين وأحرار العالم.وفي الندوة التي تتزامن مع الذكرى 69 للنكبة، أكد رئيس مؤتمر فلسطينيي أوروبا ماجد الزير أن الشعب الفلسطيني أكبر من أي فصيل فلسطيني وأي حركة فلسطينية، وأن الشعب الذي تجاوز تعداده 13 مليون نسمة إذا لم تمثل أي جهة مطالبه المتمثلة في تحرير جميع أرضه وعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم فهو قادر على ابتكار واجهات تمثله. الزير أكد أن فلسطينيي الشتات يمكنهم لعب دور في الدول التي يعيشون فيها (الجزيرة نت) فلسطينيو الخارجوقال إن فلسطينيي الخارج تمكنوا في فبراير/شباط الماضي من عقد أكبر مؤتمر لهم في إسطنبول التركية، شارك فيه آلاف الفلسطينيين من أماكن عدة، وأكدوا خلال اجتماعاتهم الثوابت الوطنية وضرورة إشراكهم في القرار السياسي الفلسطيني، وطالبوا بتحقيق المصالحة الوطنية عموما. وأكدوا ضرورة أن يكون هناك دور فاعل لفلسطينيي الشتات، الذين يربو عددهم على سبعة ملايين، يمثلون قوة حقيقية، يمكن أن تسهم في دعم صمود الشعب في الداخل وتقوية الموقف الرسمي، من خلال أدوار يلعبونها في الدول التي يعيشون فيها.من جهته، قال مدير عام المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية هاني المصري، عبر "محادثة بالفيديو" من رام الله، إن وثيقة حماس التي أطلقتها مطلع الشهر الجاري مقارنة بميثاق الحركة الذي أنتج عام 1988 يعد تطورا نوعيا وكبيرا، لكن عند مقارنتها بممارسات حماس العملية ومبادراتها فلن نجد تغيرا؛ فكثير مما تضمنته وثيقة حماس الجديدة هو مناقض لسياسات تمارسها الحركة على أرض الواقع.المصري: الشعب الفلسطيني رغم الزمن أثبت أنه متمسك بحقوقه وثوابته (الجزيرة نت) التمسك بالثوابتوذهب المصري إلى القول إن وثيقة حماس الجديدة لن تعطي الحركة اختراقا على المستوى الدولي، لكنها قد تدفع لتقريب وجهات النظر على المستوى الفلسطيني. وقال المصري إنه رغم الخلافات بين الفلسطينيين، فإن الشعب الفلسطيني أثبت أنه متمسك بحقوقه وثوابته، وأنه رغم سبعة عقود على النكبة فإنه "عنيد"، ولا زال يقاوم الاحتلال وبأساليب مختلفة. وأكد أن المقاومة الفلسطينية ليست قاصرة على قطاع غزة الذي يواجه الاحتلال بالسلاح والرصاص، لكنها ماضية في الضفة الغربية وفلسطين الداخل من خلال الانتفاضات المتعاقبة، وآخرها انتفاضة السكاكين المتواصلة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2015، وأضاف أننا نعيش حاليا إضراب الكرامة والحرية الذي أعلنه الأسرى في سجون الاحتلال منذ شهر. وللحفاظ على مستقبل القضية الفلسطينية، أكد المصري ضرورة الحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية كممثل للشعب الفلسطيني، ليس بشكلها الحالي، لكن بعد إعادة بنائها لتعبر بشكل صحيح عن الشعب الفلسطيني، والعودة إلى ثوابتها التي عدلت في السنوات الأخيرة، والتي تهدف إلى استعادة الأرض وعودة اللاجئين. عيسى أكد أن حماس تؤمن بمسؤوليتها الوطنية ومثلت ذلك عبر وثيقتها (الجزيرة نت) المسؤولية الوطنيةوقال القيادي في حركة حماس جمال عيسى إن وثيقة حماس الأخيرة جاءت للتعبير عن المسؤولية الوطنية، وعن المبادئ التي تؤمن بها وتؤكد وطنيتها وإيمانها بالشراكة والتفاهم مع الفصائل الأخرى، وتمسكها بكل فلسطين، وإن كانت تقبل في المرحلة الأولى بدولة على حدود عام 1967 عاصمتها القدس.مضيفا أن الحركة معنية بتقديم رؤية سياسية على اعتبار أنها تمثل قطاعات كبيرة من الشعب الفلسطيني، كما أنها قدمت خلال سنوات عمرها تضحيات جساما. وأكد أن حماس معنية بالمصالحة الفلسطينية، وأنها قدمت الكثير في سبيل ذلك، مشيرا إلى أن الطرف الآخر أخل بالتعهدات ومورست عليه ضغوط من جهات عدة لعدم إمضاء المصالحة. وأقر عيسى بأن القضية الفلسطينية تمر بظروف بالغة الصعوبة، في ظل ما تمر به المنطقة العربية من أزمات متعددة، وفي ظل تآمر غربي لصالح دولة الاحتلال. إلا أنه قلل من إمكانية فرض حلول على الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى إيمان الفلسطينيين -سواء في الداخل أو الخارج- بضرورة تحرير بلادهم، ويدعمهم في ذلك أشقاؤهم العرب والمسلمون، وكذلك أحرار العالم، مستبعدا أن يقبل الساسة العرب حلولا ترفضها الشعوب وتقاومها.شقير: القضية الفلسطينية تمر بمرحلة بالغة الصعوبة في ظل الانكسار العربي (الجزيرة نت) مرحلة صعبةأما الباحث في مركز الجزيرة للدراسات شفيق شقير فلفت إلى أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة بالغة الصعوبة في ظل حالة الانكسار العربي المتمثل في سوريا والعراق واليمن خاصة، وضعف في دول أخرى، وهو ما همّش دور الأنظمة العربية الداعم التقليدي سياسيا للقضية الفلسطينية في هذه المرحلة. وأما عن المواقف الدولية، فبين شقير أن موقف المؤسسة الأميركية تجاه القضية الفلسطينية يصب عادة لمصلحة إسرائيل، وهذا الموقف لن يتغير بتغير الرئيس، وقال إن الإدارة الأميركية لن تعمل على تحقيق حل الدولتين، لكن على إدارة حل الدولتين. ولفت شقير إلى أن القضية الفلسطينية رغم ما تمر به من صعوبات فإنها تبقى من أعدل القضايا التي تجد دعما محليا وعربيا وعالميا يجعل من المستحيل تصفيتها.