×
محافظة المنطقة الشرقية

مركز “جونز هوبكنز أرامكو” الطبي توفّر وظائف صحية شاغرة

صورة الخبر

ليس سهلاً أن ترى امرأة خمسينية مغبرة يكسو التراب جسدها وهي تبحث عن لقمة العيش بين أطلال المدن المدمرة.. بل إن مشهد المرأة التي تسعى لإيجاد لقمة العيش بين الركام يكفي أن تتألم وتشعر بمرارة الحرب في سوريا. في مدينة الباب المدمرة، تأتي أم هدى من اعزاز إلى الباب (30 كيلومترا) كل يوم تنقلا بين سيارة إلى أخرى لتجمع قطع البلاستيك ومن ثم تبيعها إلى معامل صغيرة تعيد تدويرها. وبالكاد تجد أم هدى في هذه المهنة المتعبة ما يسد رمقها وعائلتها. في مدينة الباب التقت «البيان» أم هدى وسط حرارة 25 درجة وهي تبحث بين الركام عن مخلفات الحرب لتعيد صناعتها من جديد. مهنة تقول أم هدى لـ«البيان»؛ وجدت مهنتي من مخلفات الحرب، فهذه المباني والمحلات التجارية تحتوي على الكثير من البلاستيك، فأقوم بجمعها وبيعها بسعر بخس بالكاد يكفيني أعيش يوما واحدا، فزوجي أقعدته الحرب وأصبح عاجزا عن الحركة، ولدي سبع بنات لا يوجد من يعيلهن في الحياة. وتضيف؛ في كل يوم من الساعة السابعة صباحا أخرج من مدينة اعزاز في أقصى الشمال السوري إلى مدينة الباب، أتنقل من سيارة إلى أخرى حتى أصل إلى مدينة الباب، ومن ثم تبدأ عملية البحث عن البلاستيك، بينما درجة الحرارة تصل أحيانا إلى حد لا يطاق يمنعني من السير تحت أشعة الشمس الحارقة. تشريد شردت الحرب السورية أم هدى وبناتها السبع من قرية تل رفعت إلى مدينة اعزاز المجاورة لها، وبسبب صعوبة العيش في شقة أو بناء اسمنتي بسيط الذي تصل تكلفته إلى 100 دولار شهريا، لجأت أم هدى إلى إحدى المخيمات، بسبب عسر الحال. اضطرت ظروف الحياة الصعبة إلى فطم بناتها الصغار مبكرا، ذلك أن الخروج لجمع البلاستيك لا يساعد أم هدى على رعاية رضيعتها، فتترك ابنتها الصغيرة مع أخواتها لتقوم هي بهذا العمل الشاق في كل يوم منذ بزوغ الشمس إلى غيابها. من يوميات أم هدى أنها تعيش على وجبتين فقط لا غير، ففي الصباح الباكر تتناول مع عائلتها وجبة الإفطار، وتسعى إلى رزقها طول اليوم، وبسبب تعسر الحصول على وجبة الغداء، فتضطر هذه المرأة إلى البقاء دون غداء حتى المساء حين تصل عائلتها منهكة من هذه الأعمال الشاقة.. وسرعان ما تتناول وجبة الغداء وتذهب إلى الخيمة البائسة لتتجدد المأساة من صبيحة كل يوم إلى نهايته.