×
محافظة المنطقة الشرقية

3 أفلام تداعب مخيلة إبراهيم المرزوقي

صورة الخبر

واشنطن - أقرت كوندوليزا رايس، المستشارة السابقة للأمن القومي (2001-2005)، أن الولايات المتحدة لم تذهب إلى أفغانستان (2001) والعراق (2003) لتحقيق الديمقراطية بل لمعالجة قضايا الأمن الإقليمي، الأمر الذي يتناقض مع مواقف سابقة لإدارة الرئيس الأميركي جورج بوش الابن (2001- 2009)، الذي أطلق في 2003 مشروع "الشرق الأوسط الكبير" لنشر الديمقراطية في دول عربية وإسلامية. ففي حوار أجراه معها معهد "بروكينغ" الأميركي، الخميس الماضي، ونشر موقع "نيوزويك" أجزاء منه، قالت كوندوليزا رايس، وزير الخارجية الأميركية السابقة (2005- 2009) "لم نذهب إلى العراق لتحقيق الديمقراطية بل للإطاحة بصدام حسين (الرئيس العراقي الأسبق ما بين 1979 و2003) الذي كنا نظن أنه كان يعيد بناء أسلحة الدمار الشامل، والذي كنا نعرف أنه كان يشكل تهديدا في المنطقة". وأضافت "ولم نذهب إلى أفغانستان لتحقيق الديمقراطية، ولكن أطحنا بحركة طالبان لأنها أصبحت تشكل ملاذا آمنا لتنظيم القاعدة بعد 11 سبتمبر/ أيلول (2001/ هجمات نيويورك وواشنطن". وتعليقا على هذه التصريحات التي تأتي بعد 14 سنة من احتلال العراق، و16 سنة من احتلال أفغانستان، قال مدير مركز دراسات الشرق الأوسط الأردني جواد الحمد، "هذا اعتراف متأخر حول السياسات الأميركية في المنطقة، ولكن يمكن استثماره حاليا في فهم هذه السياسات في التعامل مع الأوضاع في سوريا والعراق واليمن في عهد الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب". وأشار الحمد، إلى أن السياسات الأميركية متغيرة الاتجاهات والتحالفات لكنها ثابتة المصالح. وأوضح أن زيارة ترامب، إلى السعودية (23 في مايو/أيار المقبل) يريد من خلالها فرض أجندته على المنطقة. وبخصوص تأكيد رايس، أن بوش الابن "لم يقل أبدا أننا ذاهبون إلى العراق وأفغانستان لتحقيق الديمقراطية"، كذب المحلل الأردني صحة هذا الكلام، وأشار إلى أن تصريحات بوش "الموثقة" عكس ذلك تماما، حيث وعد الرئيس الأميركي حينها بأن "العراق سيكون نقطة انطلاق الديمقراطية في المنطقة"، كما وعد بتحويل أفغانستان "إلى دولة حداثية". وأضاف الحمد، أن "رايس نفسها كانت تروج لفكرة أن صدام حسين كان يمنع نشر الديمقراطية". ولفت إلى أن التدخل الأميركي في العراق وأفغانستان خلف العنف والدمار في كل من العراق وأفغانستان. وأرجع مدير مركز دراسات الشرق الأوسط، الدوافع الحقيقية لاحتلال أفغانستان في 2001 والعراق في 2003، إلى عدة أسباب بنفط بحر قزوين الذي كانت تتنافس عليه مع روسيا وتسعى لنقله عبر باكستان مرورا بالأراضي الأفغانية، لكن بعد عامين من المفاوضات رفضت طالبان العرض الأميركي، فضلا عن سعيها للتحكم في أسعار النفط، نجحت نجاحا كبيرا في العراق لكن نجاحها في أفغانستان كان محدودا. أما السبب الثاني للتدخل الأميركي فيتمثل في تأديب المجموعات التي تختلف معها، حيث حاصرت حركة طالبان في أفغانستان وعزلتها وأبقت عليها في حالة انغلاق لتبرير هجومها عليها، أما في العراق فكان تدخل أميركا بسبب بعض السياسات العراقية المخالفة لها بالرغم من أن العراق لم يكن محسوبا على أميركا التي كانت تدعمه في حربه ضد إيران (1980- 1988)، لكنها تحالفت فيما بعد مع إيران وأصدقائها لتدمير العراق. واعتبر الحمد، أن الولايات المتحدة الأميركية استغلت أحداث 11 سبتمبر أيلول 2001، لاحتلال العراق وأفغانستان وفرض سياساتها على المنطقة. وجدير بالذكر أنه بعد تعرض الولايات المتحدة لهجمات بطائرات مدنية استهدفت برجي التجارة العالمي في نيويورك، ومقر وزارة الدفاع "البنتاغون" في واشنطن، في 11 سبتمبر أيلول 2001، قامت أميركا باحتلال أفغانستان في نفس العام، بتهمة إيواء حركة طالبان لعناصر تنظيم القاعدة، وأعلنت حينها "الحرب على الإرهاب". وفي 2003، احتلت الولايات المتحدة الأميركية العراق بزعم امتلاكه لأسلحة نووية (وهو ما تبين عدم صحته فيما بعد)، وأطلقت في السادس من نوفمبر/ تشرين الثاني من نفس العام، مشروع "الشرق الأوسط الكبير"، الذي يعتبره محللون الشق الاقتصادي والسياسي والثقافي لما سمي "الحرب على الإرهاب"، واستهدف دولا عربيا (باستثناء ليبيا وسوريا والعراق)، ودولا إسلامية (تركيا، باكستان، وأفغانستان) ففي مطلع 2005، أدلت "رايس" بتصريح صحفي لجريدة "واشنطن بوست" الأميركية، أعلنت حينها نية الولايات المتحدة نشر الديمقراطية بالعالم العربي، والبدء بتشكيل ما يعرف بـ"الشرق الأوسط الجديد"، عبر نشر "الفوضى الخلاقة".