بعد ساعات على فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على 15 شخصية روسية وأوكرانية على رأسها رئيس اركان الجيش الروسي فاليري غيراسيموف ومدير الاستخبارات العسكرية الروسية ايغور سيرغو، بالتزامن مع عقوبات اميركية شملت 7 روسيين و17 شركة روسية، اعلن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير ان لا «مؤشرات لاخطار تنفيذ روسيا اجتياحاً وشيكاً لشرق أوكرانيا». لكن مسؤولاً في الحلف الأطلسي (ناتو) صرح بأن «لا مؤشرات الى انسحاب عشرات الآلاف من الجنود الروس من حدود اوكرانيا، رغم ان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ابلغ نظيره الأميركي تشاك هاغل في اتصال هاتفي ان القوات الروسية التي اجرت مناورات قرب الحدود الأسبوع الماضي عادت إلى مواقعها الدائمة». في شرق اوكرانيا، رفض الانفصاليون الموالون لروسيا الذين يسيطرون على 12 مدينة اي نقاش مع الغرب حول مسألة اطلاق المراقبين العسكريين لمنظمة الأمن والتعاون في اوروبا، وهم 7 اجانب و4 اوكرانيين محتجزون منذ الجمعة الماضي، إلا إذا ألغى الاتحاد الأوروبي العقوبات التي فرضها على زعمائهم. وقال فياتشيسلاف بونوماريوف، الذي نصّب نفسه رئيساً لبلدية مدينة سلافيانسك: «عقوبات تجميد الأصول وحظر السفر التي فرضت على دينيس بوشيلين زعيم جمهورية دونيتسك الشعبية، وأندريه بورجين لن تساعد في اجراء حوار». وزاد: «يجب ان يرفض الاتحاد الأوروبي هذه العقوبات لاستئناف الحوار حول وضع سجناء الحرب. إذا فشلوا في رفع هذه العقوبات سيسد ذلك الطريق أمام ممثلي الاتحاد، ولن يصلوا الينا». الى ذلك، هاجم حوالى 300 انفصالي مبنى الإدارة الإقليمية في مدينة لوغانسك. وحطم حوالى 20 شاباً في ايديهم عصي من حديد احدى نوافذ المبنى في غياب الشرطة، ما سمح للمتظاهرين بالدخول. ويسيطر الموالون لروسيا منذ بداية الشهر الجاري على مقر جهاز امن الدولة في المدينة التي تضم 465 الف شخص. وغداة اصابته برصاصتين في الظهر، نقل رئيس بلدية خاركيف الموالي لروسيا غينادي كيرنس والذي يعتبر أحد أبرز السياسيين اليهود الأوكرانيين الى اسرائيل لتلقي العلاج. وأفادت مصادر طبية بأن حالته مستقرة، فيما نفت السفارة الأوكرانية في تل أبيب علاقتها بعلاج كيرنس، وتمويله. البرلمان الأوكراني في كييف، حض أولكسندر تورتشينوف، القائم بأعمال رئيس اوكرانيا، ورئيس الوزراء آرسيني ياتسينيوك النواب على التحرك سريعاً لإقرار دستور جديد يقولان إنه «يحفظ وحدة البلاد»، خصوصاً انه يشمل تعزيز حق استخدام اللغة الروسية، ما يشكل احد مطالب الانفصاليين. وقال تورتشينوف امام البرلمان: «العدوان الظاهر والقاسي والأناني لروسيا على بلدنا مستمر بهدف تدميره وزعزعة الاستقرار، وعدم السماح بمواصلة المسار الأوروبي». اما ياتسينيوك فقال: «دستور اوكرانيا يجب أن يصبح وثيقة وحدة وطنية تزداد حاجة البلاد اليها. الوحدة هي الضمان الوحيد للحفاظ على الدولة وإنشاء دولة أوروبية تحتفظ بوحدة أراضيها واستقلالها كي يكون لكل أوكراني فيها وضعه القانوني». وأضاف: «الوقت يمر لتحقيق توافق على الإصلاحات الدستورية التي يجب اقرارها قبل تنظيم الانتخابات الرئاسية في 25 ايار (مايو) المقبل. الى ذلك، دعا زعيم الحزب الشيوعي الأوكراني بيوتر سيمونينكو، في كلمة أمام البرلمان، الى اقرار مبدأ نظام فيديرالي في الدستور، وتجنب كل التحالفات، وقال: «نؤيد التحول إلى النظام الفيديرالي لأنه سيحل مسائل عدة ويسمح بتفعيل نظام الحكم المحلي». وطالب بإلغاء منصب الرئيس وإدارات المقاطعات والمراكز، وإعلان اوكرانيا دولة محايدة لا تنضم إلى أي تحالف سياسي عسكري. ودعا الى انشاء برلمان يضم مجلسين، معتبراً أن التحول إلى النظام الفيديرالي سيسمح بحل قضية جمهورية القرم التي ضمتها روسيا. على صعيد آخر، نأت الحكومة الألمانية بنفسها عن المستشار السابق غيرهارد شرودر، بعدما نشرت وسائل اعلام صوراً له يعانق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سان بطرسبرغ ليل الإثنين. ولم يعلق مكتب شرودر على الصور التي قالت وسائل الإعلام إنها التقطت خارج قصر يوسوبوف، حيث حضر شرودر احتفالاً بعيد ميلاده السبعين. وقال مسؤول كبير في الحكومة الألمانية: «لا يمثل شرودر الحكومة، وهو ترك السياسة منذ فترة». وتعرض شرودر الذي كان مستشاراً لألمانيا بين عامي 1998 و2005 لانتقادات بسبب علاقــــاته الوثــــيقة مع بوتين. وبعدما ترك منصبه تولى منصب رئيس مجلس إدارة مشروع خط أنابيب ألماني روسي مشترك مع شركة «غازبروم» الروسية. ألمانياأوكرانياروسيا