×
محافظة المنطقة الشرقية

المغرب يتعهد برفع التنمية في الحسيمة لحفظ أمن واستقرار المنطقة

صورة الخبر

أحمد ناصر | قدم المخرج حبيب حسين فيلمه التسجيلي الجديد «زري» الذي يعود من خلاله إلى الشاشة الكبيرة ليؤكد أنه لا يزال يمتلك القدرة على الوقوف خلف الكاميرا ويقدم رؤيته الخاصة للجمهور بعد سنوات من التوقف، عرض الفيلم في مسرح المكتبة الوطنية بحضور عدد كبير من الجمهور الخاص في الوقت الذي غاب عنه الفنانون كالعادة، وبدأت أقتنع تماما بأن عدم وجود الفنانين في مثل هذه الفعاليات دليل على نجاحها، لأن الحضور الخاص غير المهني هو علامة النجاح. سيرة حياة تحدث الفيلم عن قصة ومسيرة حياة الفنان التشكيلي الكويتي محمود أشكناني، ومن جميل الصدف التي سرتني كثيرا، أن أشكناني يستخدم ألوانا زاهية في لوحاته، ما جعل الفيلم زاهيا وملونا زرع في نفوسنا بهجة وسرورا على الرغم من رتم البرنامج الهادىء الذي يعبر عن اليأس (!) ولكن لوحات أشكناني كانت تقول شيئا مختلفا. استخدم حبيب حسين أسلوبه الكلاسيكي في الإخراج، وهي مدرسة الصورة الصامته التي تستخدم كادر الصور الفوتوغرافية مع قليل من الحركة التي تعبر عن أن اللقطة متحركة وليست ثابتة، هذه المدرسة أصبحت اليوم قليلة الاستخدام، بسبب كثرة الأحداث في حياتنا وسرعتها، ولكن لها روادها الذين يعشقونها، وهي مدرسة صعبة لا يجيدها ولا يتقنها إلا من يتمكن من موهبته الإخراجية، لأنها تعتمد أولا على كادر ثابت ومتحرك في نفس الوقت، وهذا أمر صعب. الموسيقى والتعليق في هذا النوع من الأفلام «الصامته» مهمان جدا، لأنهما يعتبران عصب الفيلم وروحه، وأحسن حبيب اختيار المذيعين بسام الجزاف ود. محمد الكندري ليضيفا على اللقطات نوعا من الثقل، فالموضوع ساكن صامت، وحركة بطل الفيلم محمود أشكناني بعكازته ونظراته العميقة التي تغوص في أغوار الحياة توحي للمشاهد بأن الحياة صامته، وأن هناك شيئا سيشرق قريبا جدا، وعزز هذا اتجاه المواضيع التي تحدث عنها كالشهداء والبيئة الصحراوية ومنظر الشمس. لغة موسيقية الموسيقى كان لها دور كبير في جمال الفيلم، اختارها الهاشمي بدقة وعناية لتناسب الجو العام الصعب في الفيلم، فمشاهد صامته تحتاج إلى لغة موسيقية عبقرية لتفهمها، وفي الجوانب الأخرى محمد باش اليد الخفية في المونتاج وتعديل الألوان والذي قام، كما بدا في الفيلم، بجهد كبير في فرزها وتشكيلها من جديد، فالفيلم يقوم أساس على تمازج كبير في الألوان ليبدو في النهاية كلوحة تشكيلية كبيرة متحركة ولكن موضوعها صامت، هذا العدد من الأسماء في الفيلم كانت وراء نجاحهم، ومن الصدف الجميلة أنهم لم يلتقوا إلا في عرضه الأول كما قال المذيع بسام الجزاف، الذي قرأ بصوته الجميل التعليق المصاحب للصور.