ابن الديرة تستحق الإمارات أن تكون الحلم الكبير، الذي يراود الشباب العربي على امتداد الوطن الكبير، فكل ما فيها نموذج يستحق أن يكون منهجاً أكاديمياً يتبارى فيه أهل العلم لنيل درجات الماجستير والدكتوراه، بدءاً من طبيعة العلاقة الفريدة بين القيادة والشعب، والتي لا نجد لها مثيلاً في أنظمة الحكم الأخرى، الدينية والعلمانية والحزبية، فهذه كلها أكل عليها الدهر وشرب، ولا تتلاءم مع قيادة تحب شعبها ووطنها، بالقدر الذي يعشقها شعبها، ويسعد بفكرها ومبادئها، ويكبر مادياً ومعنوياً. فالقيادة الإماراتية حريصة على أن يهنأ المواطن بحياته، ويطمئن إلى مستقبل أبنائه وأحفاده، ليس قولاً، بل فعلاً تجسده المبادرات والإنجازات التي تقدر بمليارات الدراهم، تجدها قليلة على وطن يستحق الكثير.والإمارات أنموذج في معظم مكوناتها، ويكفي أن يتجول الشباب العربي، وأي شخص على مستوى العالم، في ربوعها، ويشاهد البرامج الدعائية السياحية، ليصدق أن هناك جنة بناها الإنسان وباركها المولى عز وجل، قائمة على الحب والتعايش والتسامح والاعتراف بالآخر وحقوقه، تماماً كما تجمع الأديان السماوية كافة.فإذا شاهدت مطاراتها ستصاب بالذهول ليس بسبب عظمة الإنجاز الإنساني فقط، ولكن إعجاباً بدولة لم تكمل عامها الخمسين بعد، وتنافس دول العالم المتقدم على المراكز الأولى في خدمة الإنسان والإنسانية، لا في نهب الشعوب وإذلالها والتحكم بمصائرها، والحال نفسه ستجده في موانئها وشوارعها وأبراجها ومبانيها ومدارسها وجامعاتها ومستشفياتها، ومراكز التسوق والتسلية وشواطئها العالمية التي تجتذب السياح من كل بلاد العالم.الشباب العربي معدوم، حتى إنه لا يستطيع أن يحلم، فهو غير آمن على شبابه ومستقبله الأسري وعمله، وبراءة طفولة أولاده، إن استطاع أن يكون له أولاد، فالمسافة بينه ومسؤوليه بعيدة، لأن كلاً منهما غير معني بالآخر ولا يجد نفسه فيه، يعاني البطالة، ويحلم ويتمنى بلا طائل.لذلك، النموذج الإماراتي يبهره، يجعله متسمراً في مكانه يشاهد ويتمنى ويحلم، بعد أن كان فاقداً الأمل حتى في إنسانيته، يقابله وطن يفتح ذراعيه على اتساعهما، يحتضن الحلم العربي الكبير، إنه الإمارات «بلد الجميع»، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عندما يقول «الإمارات بلد الجميع وخيرها للجميع، والشباب العربي جزء من هذا الجميع»، وعندما يقول «أحلام الشباب العربي هي أحلامنا في أن يعم الخير الوطن العربي».القوة الناعمة مطلوبة هنا، فعلى كل إماراتي خارج حدود الوطن، أن يقوم بدور أكبر في جعل النموذج المعيش هنا، صورته الأكثر وميضاً في عيون الآخرين، ليكبر الدور الإماراتي الأنموذج في قيادة الوطن العربي إلى الخير والوحدة والأمان، والمستقبل الذي يطرق الأبواب بشدة، ولا مكان فيه لمن ينتظر، وكل السعادة لمن يدخله عنوة. ebn-aldeera@alkhaleej.ae