أحمد مصطفى العملة نهاية الأسبوع الماضي نشرت بعض المواقع الإلكترونية العربية مقطع فيديو صادماً لطفلة صغيرة تدخن «الشيشة» مع والدتها وبتشجيع منها. وجهت تلك المواقع لوما حادا وانتقادا شديدا للأم التي ارتكبت بحق طفلة لا يتعدى عمرها 4 سنوات «جريمة» مزدوجة (التشجيع والتصوير)، لكن هذه المنافذ الإعلامية أخطأت أيضا، كالأم، عندما نشرت مقطع الفيديو كما هو دون أن تتدخل لإخفاء وجه الصغيرة البريئة. وفي العرف يعد ذلك جريمة تشهير بطفلة لا تعي ما فعلت ولا تملك حق الدفاع عن نفسها أو حماية حياتها الخاصة. وقانوناً، يمثل ذلك انتهاكاً صارخاً للمادة 16 من الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل التي تمنع «كل تعرض تعسفي أو غير قانوني للطفل في حياته الخاصة أو أسرته أو منزله أو أي مساس غير قانوني بشرفه». المشكلة أن هذه الواقعة ليست الأولى من نوعها، بل الأسوأ.. أنها ربما تلخص طبيعة العلاقة الشائكة والغريبة بين الإعلام والأطفال في عالمنا العربي. ففي غمرة التركيز الشديد والانشغال بالقضايا التقليدية (الجاد منها والتافه) في عالم الكبار، يكاد أحباب الله يغيبون عن المشهد العام في وسائل الإعلام العربية. فهم ليسوا على رأس قائمة الاهتمام، كالسياسيين والفنانين أو نجوم الرياضة مثلا... إنهم من الفئات المهمشة (مثل أصحاب الهمم والنساء وسكان الريف) التي يغض الإعلام الطرف عنها وعن قضاياها. ... المزيد