×
محافظة الرياض

“المشوح” محللاً تأسيس مركز مكافحة التطرف”اعتدال”: هذه معادلة سعودية لملمت العالم لـ”تصفير” الإرهاب

صورة الخبر

مع كل هذا الزخم التقني، والتسابق المحموم نحو التطوير المستمر في كافة وسائل الاتصالات، والتحديث المستمر للأجهزة الإلكترونية، تأتي كل يوم بتطويرات برمجية حديثة تتطلب معرفة لاستخدامها، لدرجة أن الواحد منا يقوم بشراء جهاز هاتف، يحتوي مئات المميزات وذي تقنيات في غاية التطور والتقدم، وهو يستخدمه فقط في تلقي المكالمات، وقلّما يتصفح بوساطته البريد الإلكتروني أو يشاهد من خلاله صورة أو مقطع فيلم.هذا واقع في حياتنا، وهو يؤشر إلى نقطة جوهرية تتعلق بالتطور، الذي يقود نحو تزايد الاستهلاك، بمعنى لا يكون أمامك إلاّ خيار مسايرة كل هذا التحديث والتطوير، حتى وإن كنت غير مهتم، أو أن متطلباتك متواضعة وقليلة أو مهامك الوظيفية لا تحتاج أن يكون هاتفك على درجة عالية من التقنية، لكنك ملزم بشراء أحدث الأجهزة، بل معها تطلب آخر البرامج و لو قدّر وقمت بإهداء الجهاز بعد فترة من استخدامك له، أو قمت ببيعه، سيفاجأ من يقتنيه بأن هناك تطبيقات وبرامج لم تفتح نهائياً منذ شرائك للجهاز.بطبيعة الحال لست ضد التطور، ولا يمكن أن يكون إنسان عاقل ويرفض التحديث، الذي يشبه الطوفان، فضلا ًعن هذا الرفض نفسه لا يمكن أن يكون حالاً، كما أن الانجرار وراء هذه التقنيات والمسابقة لاقتنائها، لا يعنيان أنك ضليع بها أو رائد ومبتكر ومطور لها. أنت في جميع الحالات لا تتجاوز أن تكون مستهلكاً، قمت بشراء الجهاز، ومستهلك للتطبيقات المختلفة التي تستنزف وقتك، والبعض منها لترقيتها ستدفع المال. هي صناعة هائلة، معها لا تنفع المقاومة، ولا الرفض، ولكن خير سلاح المعرفة، معرفة حاجتك، وكيف تستخدمها، حتى لا تستهلك وقتك، على حساب الاحتياجات والواجبات الحياتية الأخرى المهمة. وقضية استهلاك الوقت، أو إهداره في التطبيقات المختلفة للهواتف الذكية، هي واقع نعيشه يومياً، فنحن نشاهد أطفالاً يجلسون معنا، ولكنهم منكبون على ما بين أيديهم، ويعيشون في عالم آخر، لدرجة تسمع ضحكاتهم الخافتة، ونشاهد من هو شارد الذهن، وعندما تحدثه، ويرفع رأسه نحوك، كأنه في ذهول، فقد أخرجته من حالة الخيال وأرجعته لأرض الواقع.هذا واقع في جميع المجتمعات دون استثناء، لذا على كل واحد منا، أن يأخذ زمام المبادرة، ويقرر أن لا تسلبه هذه التقنية الاتصالية المهمة جوهره كإنسان، وأن لا يسمح لها بأن تحرمه من اللحظات الجميلة مع أحبّته. علينا أن ندرب أنفسنا على أخذ ما يفيد ويطور مهاراتنا الحياتية من هذه التقنيات، ولتحقيق هذا الجانب، أعتقد أنه يجب أن يكون هناك توجه مجتمعي نحو التوعية الشاملة التي تبدأ من المنزل مروراً بالمدرسة، وصولاً لكافة مؤسسات المجتمع. شيماء المرزوقيShaima.author@hotmail.comwww.shaimaalmarzooqi.com