×
محافظة المنطقة الشرقية

عام / مدير عام تعليم المنطقة الشرقية يكرّم 152 معلماً متميزاً بالقطيف

صورة الخبر

فيصل عابدونمن المقررات اللافتة لاجتماعات القمم الثلاث بالعاصمة السعودية الرياض قرار إنشاء «مركز اعتدال» الدولي لمحاربة العنف والتطرف وتنظيماته التي باتت تعمل على مستوى العالم أجمع، وتشكل تهديداً للمجتمعات الإنسانية. وعلى الرغم من أن دولاً عدة في الخليج والمنطقة العربية والإسلامية بادرت بإطلاق مراكز مماثلة لمواجهة الفكر المتطرف وكشف انحرافه ومراميه الخفية وتدثره خلف رداء الإسلام لنشر عقائده الضالة والمدمرة، إلا أن «مركز اعتدال» الجديد يطرح فكرة التنسيق الدولي الشامل وتحشيد كل خبرات العالم في منصة واحدة تعمل على مستوى كوني في ملاحقة الإرهابيين ومموليهم وتفكيك خطابهم الملغوم والتخريبي، وذلك بالموازاة مع الجهود العسكرية والاستخباراتية الناشطة على الأرض.ويقول مؤسسو مركز «اعتدال» إنه يهدف إلى مواجهة انتشار النزعات المتطرفة في المجال الأيديولوجي، ودعم ترسيخ المبادئ الإسلامية المعتدلة في العالم، من خلال صناعة محتوى إعلامي يعزز قيم التسامح والتعاطف ويدعم نشر الحوار الإيجابي، فضلاً عن مراقبة أنشطة «داعش» وغيره من الجماعات الإرهابية على الإنترنت، والتصدي لأمواله المنقولة، بالتعاون مع وزارة الخزانة الأمريكية والمؤسسات المالية الأخرى. ويضم المركز عدداً من الخبراء الدوليين المتخصصين والبارزين في مجال مكافحة الخطاب الإعلامي المتطرف على وسائل الإعلام التقليدية والفضاء الإلكتروني كافة. ويتولى مهام الإدارة فيه مجلس من 12 عضواً يتم اختيارهم من الدول والمنظمات المشاركة وبشكل يحقق الحيادية والمرونة والكفاءة في العمل. وفي مجال المواجهة التقنية فإن خبراء المركز مكلفون بتطوير نماذج تحليلية متقدمة لتحديد مواقع منصات الإعلام الرقمي، وتسليط الضوء على البؤر المتطرفة، والمصادر السرية الخاصة بأنشطة الاستقطاب والتجنيد التابعة للتنظيمات الإرهابية. ولأن الإرهاب وتنظيماته ليست مجموعات مسلحة فوضوية يمكن مطاردتها إلى جحورها تحت الضغط العسكري، فإن الحاجة تبقى ملحة لمثل هذه المراكز الفكرية والتقنية التي تعتمد العولمة والتنسيق الدقيق والانسجام والمثابرة في العمل. فالعمل العسكري وحده ليس كافياً للانتصار النهائي في المعركة ضد التطرف. فالإرهاب العابر للحدود أصبح اليوم جرثومة سامة تتنقل عبر أقنية مختلفة وتبث سمومها وتجد حواضنها في مختلف المجتمعات مستغلة المشكلات الاقتصادية والاضطرابات السياسية والانكشاف الفكري والجهل وقلة المعرفة وتراجع الحس التاريخي لدى الأجيال الناشئة في مجتمعاتنا. ومن أخطر تهديداته المعاصرة يركز على الشباب ويخوض بهم معارك القتل والدمار. ومن المؤكد أن «مركز اعتدال» الجديد وبقية المراكز الفكرية الأخرى ستضع ضمن أجندتها على خطوط المواجهة الفكرية، ليس فقط توعية الشباب وحمايته من الفكر المتطرف المنحرف، ولكن أيضا تمليكه المعلومات الصحيحة التي تجعله يعيش أجواء المعركة ويتحرك في نطاقه الجغرافي لحماية الآخرين من الوقوع في حبائل التشدد. Shiraz982003@yahoo.com