×
محافظة المنطقة الشرقية

مركز مكافحة الإرهاب: مهمات صعبة لكن ممكنة

صورة الخبر

أولوا الأمر في الشريعة الإسلامية منوط بهم تحقيق المصالح وجلبها، ودرء المفاسد ودفعها، تأسيساً على القاعدة الشرعية “تصرف الحاكم على الرعية منوط بالمصلحة”، حتى تنعم الدولة بجوٍ هادئ مسالم مع دول الجوار، والدول الشقيقة والصديقة؛ ولذلك جاء في مضامين المواد (25و55و67) من النظام الأساسي للمملكة العربية السعودية لعام (1412هـ) أن الدولة تحرص على تحقيق آمال الأمة العربية والإسلامية في التضامن وتوحيد الكلمة، وأن الملك يقوم بسياسة الأمة سياسةً شرعية، وتقوم أنظمة الدولة في المملكة على ما يحقق المصلحة أو يرفع المفسدة، وكل ذلك وفقاً لقواعد الشريعة الإسلامية. وإذا أمعنا النظر في التاريخ الإسلامي، وفي عهد التشريع على وجه الخصوص، لرأينا الحرص والاهتمام الذي أولاه النبي صلى الله عليه وسلم نحو إمضاء الأحلاف والمعاهدات؛ لما لها من أهمية في إرساء الاستقرار والأمن بمفهومه الشامل في الدولة، بل كان عليه الصلاة والسلام يؤثر حالة السلم على الحرب، وحالة الوفاق على الشقاق، حيث أنه عقد مع المشركين العديد من المعاهدات، وأثنى في الوقت نفسه على حلف الفضول حينما شهده صلى الله عليه وسلم مع عمومته وهو غلام، حتى قال فيه صلى الله عليه وسلم (ولو دعيت به في الإسلام لأجبت). والحكمة من هذا هو أن الشرع الإسلامي الحنيف جاء بالانتصار من الظالم وأخذ الحق منه وإيصاله إلى المظلوم، وأوجب ذلك بأصل الشريعة إيجاباً عاماً على من قدر من المكلفين، كما جاء في معنى كلام القرطبي –رحمه الله- عند قوله تعالى: (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) 42- الشورى، وبذلك فلا وجه لمن يستدل بقوله عليه الصلاة والسلام (لا حلف في الإسلام) لأن المراد بالحلف هنا، الحلف على ما منع الشرع منه نحو نصرة الظالم في ظلمه، أو الثأر له، كما أورد ذلك النووي –رحمه الله- في شرحه للحديث في صحيح الإمام مسلم-رحمه الله-. في هذه الأيام شهدت المملكة العربية السعودية عقد لقاء القمة العربية الإسلامية بالعاصمة الرياض، والذي قطعت المملكة للإعداد له – في وقت قصير- شوطاً كبيراً نحو توحيد الصف واتفاق الكلمة، وجمع الرؤى؛ ليكتمل العقد بلقاء القمة الذي جمع الدول العربية والإسلامية بالولايات المتحدة الأمريكية. فمنذ بدء الخطوات التمهيدية للإعداد لهذه القمة على يد سمو ولي ولي العهد بتوجيهٍ كريم من القيادة الحكيمة، بدءً بزيارة سموه للرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، وانتهاءً بتوجيه الدعوات لزعماء الدول العربية والإسلامية الأساسية لحضور لقاء القمة ، والمملكة تقف على قدم وساق من أجل بناء هذا التحالف -الذي لم يسبق إليه أحد من قبل- على قواعد متينة وراسخة، مبنية على تحقيق المصالح المشتركة، وبناء الشراكات الفاعلة فيما يخدم مصلحة هذه الدول والعالم أجمع، وذلك عندما حرصت المملكة على انضمام الدولة الأكبر في النظام الدولي (الولايات المتحدة الأمريكية)، والأقوى تأثيراً فيه، في سبيل استمرار وتطوير الجهود الدولية نحو مكافحة الارهاب والتطرف الفكري، ولضمان بقاء هذه الجهود مستقيمة في طريقها الصحيح. وبذلك تكون المملكة استطاعت – بفضل الله- ثم بجهود خادم الحرمين الشريفين ومعاونيه المخلصين، ورجالات الدولة الأكفاء أن تصبغ هذه التحالفات بالصبغة الشرعية الدولية وبالقدر الكافي الذي يكفل لدول التحالف المضي معاً في “محاربة قوى الشر والتطرف أياً كان مصدرها امتثالاً لأوامر ديننا الإسلامي الحنيف”، كما عبرت عنها كلمة خادم الحرمين الشريفين الضافية. ولعل من الأمور التي راقت لفخامة الرئيس الأمريكي وحازت على إعجابه، حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الذي حظي به وحظيت به أسرته، والوفد المرافق له، كما لقيت التقاليد الإسلامية، والعادات العربية السعودية الأصيلة، أثناء أداء تلك المراسم، اهتمام الرئيس وجذب انتباهه، وحرصه على معرفة أدق التفاصيل المحيطة بها؛ لذلك لم يغب عن نظر خادم الحرمين الشريفين ذلك الحرص، فقد كان انتباهه (حفظه الله) حاضراً عند كل لحظة للإجابة عن تساؤلات ضيفه الصديق. لقد حققت المملكة كثيراً من المكاسب في شتى المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية في وقت قصير، ويأتي على رأس هذه المكاسب تبني القمة لرؤية المملكة تجاه تنامي الإرهاب، وتجاه الاسباب المؤدية إلى زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، ومن ثم تشخيص الحالة الأمنية في المنطقة بكل وضوح وشفافية، ومدى تأثير هذه الحالة على النظام الدولي، وأن العلاج الوحيد والفعال هو استئصال شأفة الارهاب من جذوره، وتجفيف منابع تمويله، والمصادر التي يتغذى عليها، وبناء تحالف عسكري يتصدى عند الحاجة لخطر الارهاب في أي منطقة كانت من مناطق الشرق الأوسط، حتى استقر في وجدان قادة وزعماء دول القمة قول خادم الحرمين “أن رأس حربة الإرهاب العالمي النظام الإيراني”.  د. أحمد بن علي الشهري@DrAalsh17ihri رابط الخبر بصحيفة الوئام: القمة التي دحرت قوى الشر