الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته، إنه ملك التواضع والتواصل «بو محمد»، لم ينس أصحابه في الفرح والحزن، وجلسة معه تنسيك همومك وأحزانك، فهو مملوء بالمرح والدعابة والنفس الطيبة، ولم يعهد عليه أي كبر، بل يعيش مع الجميع بنفس طيبة، ويعيش بسيطا جدا. عرفته في 1985، عندما كنت أعمل مهندسا في إدارة التخطيط في شركة صناعة الكيماويات البترولية، من أول يوم دخلت عليه لأتعرّف على شخصه الكريم، وإذ بي كأني أعرفه من سنين، وفتح لي قلبه وخبرته، وشجعني على أن أستفيد من كل شيء، فهو تراث وأمثال كويتية وقصص الماضي، ووقف معي كأخ كبير ذي خبرة، وشجعني على الكتابة بالقبس، وكان رحمه الله يدعوني إلى مخيم النصف الربيعي في الوفرة كل جمعة، وكان مكتبه لا يعرف المواعيد للدخول عليه، بل مفتوح للجميع حتى الفراشين، فهو إنسان متواضع مع الجميع، ويرحب بالجميع، ومستمع جيد لك. ثم لازمته في تأسيس شركة الكويت للبتروكيماويات، حيث كان من ضمن أول فريق للتأسيس، وطوال عمر صداقتنا التي دامت أكثر من عشرين سنة، كان يسأل عن كل أصحابه حتى أنه لم يقاطع أصحاب الدراسة في أميركا في تجمعاتهم، ولا أصدقاء الطفولة، وكان رحمه الله في رمضان يتصل ويدعونا إلى ديوان النصف العامر، وبنفسه يرحب بك، ويقدم لنا الطعام بكل أخوة وتواضع، وآخر أيامه كنت ألقاه في مسجد الخرافي بالبدع، حيث انتقل للسكن هناك. اللهم ارحمه في قبره، واجعله من أهل الجنة، وسيظل اسمه رمزا للوفاء عند كل من عرفه. محمد غريب حاتم