دخل إضراب الأسرى الفلسطينيين عن الطعام في سجون الاحتلال يومه الـ39 من دون أي بوادر للحل مع نقل المزيد منهم إلى المستشفيات الميدانية إثر تدهور حالتهم، وتلويحهم بحل التنظيم المسؤول عن التفاوض مع إدارة السجون، فيما حذر مسؤول فلسطيني من استشهاد أي أسير. بالتزامن اعتدت قوات الاحتلال على حراس المسجد الأقصى المبارك واعتقلت 3 منهم حاولوا منع مستوطنين من أداء طقوس تلمودية داخل باحات المسجد. وأفادت اللجنة الإعلامية للإضراب الذي يخوضه 1800 من الأسرى بأن «إن إدارة السجون نقلت أمس، 60 أسيرا مضربا من سجني أوهليكدار وهداريم إلى المستشفيات الميدانية». ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن محامية هيئة شؤون الأسرى والمحررين حنان الخطيب بعد زيارتها لمعتقلين مضربين في السجن، إن «الإدارة تفرض تعتيماً على الأوضاع الصحية للأسرى المضربين، وحول وجهة التنقلات». ووفقا للجنة الإعلامية المنبثقة عن الهيئة ونادي الأسير، فإن الأسرى المضربين يتعرضون إلى «سلسة تفتيشات يومية، وتتعمّد إدارة السجن مصادرة الملح منهم وتحرمهم من التواصل مع العالم الخارجي». وأكدت اللجنة، أن المعلومات التي تصل إليها تؤكد «إمعان إدارة السجون في إجراءاتها ضد الأسرى، لاسيما في عمليات التنقيل التي اتبعتها منذ اليوم الأول للإضراب». وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى عيسى قراقع في مقال له، «لا تجعلوني استقبل جثثاً من سجون الاحتلال، انتهى الكلام، فلا داعي للصحافة والإعلام والتحليل والتنبؤات»، وأضاف أن «الأسرى يصارعون الموت الآن، اكسروا الأقلام، ابحثوا عن مسدس ورصاص، لا تنظروا إلى ساعاتكم، انتهى الوقت، لا ملح ولا ماء، جفت العروق وأغلقت الأبواب». وأكدت مصادر من داخل السجون، لمركز الأسرى للدراسات، أن الأسرى يدرسون خطوة حل التنظيمات كرد رادع أمام إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية في حال استشهاد أسرى مضربين عن الطعام، في ظل تجاهل مطالبهم، وتدهور صحتهم، والتخوفات القائمة على حياتهم. وأوضح مدير المركز د. رأفت حمدونة أن حل التنظيم يعني حل كافة الهيئات التنظيمية، حيث يصبح الأسرى في سجونهم بدون أي تمثيل وتضطر الإدارة للتعامل مع كل أسير على حدا. وأضاف أن الأهم لجوء الأسرى إلى خيار عمليات طعن لضباط وسجانين. في سياق آخر، أصيب 4 من حراس المسجد الأقصى المبارك بجروح ورضوض بعد الاعتداء عليهم من قبل قوات الاحتلال التي اعتقلت 3 منهم، فيما اقتحم العشرات من المستوطنين المسجد بدعم جنود الاحتلال. وأوضح مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني أن قوات الاحتلال اعتدت على مجموعة من حراس الأقصى عند باب السلسلة، بعد اعتراضهم على استفزازات المستوطنين المقتحمين للمسجد والذين أدوا طقوساً تلمودية في الساحات. وأشار إلى ما جرى في المسجد الأقصى من خلال الاعتداء على حراسه واعتقالهم واقتحامه من قبل 708 مستوطنين، مؤكداً أن هذا العدد غير مسبوق، وتصعيد مبرمج وممنهج من قبل الاحتلال وهو محاولة لبسط السيادة عليه بالقوة. وقال رئيس الكنيست يولي ادليشتاين خلال جلسة للكنيست أمس، بكامل هيئتها وذلك ضمن ما يسمى باحتفالات «يوم القدس» الذي يشير إلى قرار الاحتلال ضم المدينة المقدسة المحتلة وإلحاقها قسرا بما يسمى بالسيادة الإسرائيلية قبل خمسين عاماً بأن «القدس الموحدة والضفة» مثلها مثل الجليل والنقب. وأضاف «القدس لن يعاد تقسيمها مطلقا وهي موحدة الى الأبد ولن نسمح بسلخ أجزاء من المدينة وبتزييف الحقائق التاريخية لأهداف سياسية أجنبية، لذلك القدس الموحدة والضفة وضعها تماما مثل وضع الجليل والنقب والساحل والجولان وستبقى الى ابد الأبدين تحت السيادة الإسرائيلية».