أجرى الحوار / حامد المجمعي -شاعر وقاص يرفض ان يضفي ،على اسمه لون من الوان الادب، ..يكتب بقلم اخرس، يحكي على ورق ابيض قصة غربته بصمت يخرس كل من حوله يحتاج ان يصرخ بلغته الا أنها لا يفهمها الاخرين فهو كما يقول المتنبي .. مَغَاني الشِّعْبِ طِيباً في المَغَاني بمَنْزِلَةِ الرّبيعِ منَ الزّمَانِ وَلَكِنّ الفَتى العَرَبيّ فِيهَا غَرِيبُ الوَجْهِ وَاليَدِ وَاللّسَانِ هوايته الرياضة منذ صغره لكنه اتجه يكتب ويكتب ويكتب، عشق لايعرفه الا هو، وشوق لا يكتم لبلده الذي مزقته ثعالب الطائفية والسراق خرج من العراق وهو يحمله بقلبه ليكتبه على جدران من صفيح في ذاكرته التي تحجرت بألم مجتمع لايفهم غير لغة التخندق وراء المتأسلمين..حاول ان يقول لهم أنتم بشر وليس كالحمير من خلال قصته الحمار التي ربما تكون اروع ماكتب وستبقى ..لان فيها من العبر و التوجيه والوصف شيء لايصدق حينما تطبيقه على الواقع المر الذي نعيشه.. نعم انهم الشاعر والقاص مهند الشهرباني الذي كان في ضيافتنا في الحوار الآتي… – كيف تحب ان نقدمك للقراء وانت الشاعر والقاص والرياضي..؟ – لنترك الرياضة جانبا لانها تاريخ قديم رغم اني ما زلت العب كرة القدم اسبوعيا لانها متعتي الاكبر لكن بعيدا عنها فانا نفسي لا اعرف ان كنت اميل للقصة ام للشعر واعتقد بأن الموضوع هو ما يفرض شكل الكتابة ولهذا انا مهند الشهرباني فقط حتى تقرر الفكرة. هل لنا بنبذة توجز فيها سيرتك الادبية..؟ – هل يكفي ان اقول اني اكتب اكتب واكتب منذ وعيت على سحر الكلمة بعيدا عن كتب مطبوعة ومهرجانات وصحف رغم اني شاركت بكل هذا وعندي مجموعة قصصية (في ظل ليمونة) ومجموعة شعرية (وطن على بعد امرأة) وكلماتي موجوده بكل صحف العراق تقريبا ولكني من ثلاث سنوات اعتذرت عن الكثير من المشاركات بسبب وضعي المؤقت في الغربة. -انت شاعر وقاص امتاز بكتاباته اللاذعة وانتقاد كل ما حوله ..لمَ؟ – أليس من المفروض ان يكون الشاعر والقاص ابن الشارع الذي يتأثر به؟! انا انتقد ولكني ابارك ايضا للخطوات الايجابية ولكن هل هناك ما لا يستحق الانتقاد في وضعنا الحالي؟ هل في تصورك انك استطعت ان توصل رسالتك الى من تريد في عالم اشبه بالأصم..؟ – مهمتي ان اكتب ولكن التوصيل مهمة ساعي البريد الذي قد يكون مهتما او مهملا.. انا افتخر بمن يتابعني ولو كان على عدد اصابع اليد مع اني اعترف بكسلي . العالم اصمّ لان الزعيق يملأ الاكوان ونحن نبحث عن ثغرة نمر منها لنقول للحروب والظلم والجهل كفى. انت الان مغترب في وطن فرض عليك قسرا.. كيف حاولت ان توظف ابداعك في غربتك في توجيه المجتمع..؟ – انا ما زلت على انتظار لبلد استقر فيه وهذا القلق يجعلني اتحاشى المجتمع (المؤقت) الذي انا فيه الان بسبب صعوبة اللغة اولا ولان الذين هنا قلقون اكثر على مستقبلهم ومع هذا فان الوقت يسعفني للكتابة والتواصل مع الاخرين. – تحول اكثر الكتاب في مجال الثقافة الى نقاد ماذا تسمي هذا التحول هل نضوب الاديب …ام ماذا..؟ – هو ليس نضوبا بقدر ما يكون تجربة غنية تستطيع ان تؤهل الكاتب ليكون ناقداً مع الانتباه اني لم اقل (شاعر) بل (كاتب) لان الشاعر صعب جدا ان يتحول ناقداً لانه يكون مشحونا بطاقة وجدانية تبعده عن المنطق في كثير من الاحيان ولكني اعتب على البعض استسهال النقد وكأنه ليس دراسة اكاديمية قبل ان تكون تذوقاً بمراحل. – كيف تقرأ حال الثقافة العربية بين اليوم والامس ؟ – انها بخير رغم كل شيء ويكفي الكم الهائل من الجوائز والمهرجانات وهذا النشاط المفرح للشباب الذي يحاول ويتعلم ويقدم نتاجا اقل ما يقال عنه انه رائع فما يمر به العالم اجبر هذا الجيل على الوعي وهم يستحقون حمل همّ الثقافة ودعنا لا نحسب حساب الاصوات النشاز رغم كثرتها لانها موجوده دائما حتى في ذروة النهضة الثقافية في كل العصور ولكن مع هذا هناك اشتغال حقيقي للشباب. كيف وجدت الحياة ..وما امنيتك فيها؟ – بعيدا عن البكائيات فالحياة تستحق ان نجربها بحلوها ومرها ويكفي ان نجد فيها الكثير من البياض مقابل الكثير من السواد فعلى هذا تستند الحياة بوجهيها اما امنيتي مع ان من الصعب حصر الامنيات بامنية واحدة ولكني اتمنى ان يتحقق العدل لتهدأ الشعوب وتستقر وتحيا . اتجه اكثر المبدعين الى الهجرة من بلدانهم العربية .. هل تشجع الشباب العربي والعراقي على الاغتراب.. ؟ – لا يمكن ان اشجع على شيء يقطع الجذر من تربته ولكني اطلب لهم السلامة وانا متاكد بأن المبدع مقتنع جدا بان سلامته ترتبط بما يكتبه.. ليهاجر او يستقر ويرضى ففي الحالين هو خيار صعب. ما معاناة مهند الشهرباني ..؟ – على المستوى الشخصي اعتبر فترة الانتظار هنا هي اكبر معاناتي وعلى المستوى الثقافي فهو عجزي عن التواصل مع ادباء بلدي وخاصة الشباب وجها لوجه ومشاركتهم اعراسهم الثقافية. هل استطاعت الثقافة العربية التأثير في محيطها ..ام هي من تأثر بالفكر الاخر؟ – عن أي محيط نتحدث اذا كانت المساحة الجغرافية محكومة بنفس اللغة؟ اما اذا كان القصد تأثيرها على باقي اللغات والثقافات فاعتقد بأن الجواب لا فما زلنا نستهلك ولا نصدّر وهنا السؤال “كم مترجم فكر بأن يفعل العكس أي ان يترجم من العربية لباقي اللغات”؟ الى اين تتجه القصة العراقية.. الى حالة الاسفاف الفكري ..ام حالة الرقي..و الحداثة التي اضافت اليها؟ – القصة كما كل ابداع تتأثر بما يحيط بها ومع اني بعيد قليلا عن القصة رغم انها حبي الاول الا انني اجدها ليست بالمستوى الذي نطمح اليه بين نتاج باقي الدول العربية او العالم اما الاسباب فهي كثيرة تحتاج لتفصيل اكبر ليس مكانه هنا والحداثة كلمة فضفاضة لا احبها بالمعنى الذي يتعاملون به ادباء الاستسهال وعذرا على هذا التشبيه. كلمة أخيرة؟ – ساقول كلمتي الاخيرة في اخر جملة اكتبها في حياتي ولكني ساشكرك على جهدك معي وتحمّلي واشكر مقدما من سيقرأ هذا الحوار الذي شرفتني به.