×
محافظة المنطقة الشرقية

إلنترا الجديدة كلياً... جميلة الجوهر والمظهر

صورة الخبر

رغم كل ما قيل عن تجربة «المسرح الاحتفالي» وما وجه إليها من نقد، فإنها تظل تجربة عربية، في إطار التجريب المسرحي، انطلاقا من كون المسرح والفنون بوجه عام، هي تجربة إنسانية، ولا يمكن تصنيفها باعتبارها خالصة لجهة أو ثقافة أو شعب دون غيره من الشعوب.الإضافة التي سجلها «المسرح الاحتفالي» مهمة، لجهة التأكيد على نوع من المسرح، يقطع ما أمكن مع التجربة المسرحية الغربية، ويحاول جهده لوضع لمسات أو طعم عربية نوعاً ما، على غرار ما قدمه هذا المسرح على يدي منظره الأول المغربي عبدالكريم برشيد.ظهرت إرهاصات المسرح الاحتفالي بعد منتصف السبعينات، وكانت النكسة في عام 1967، أحد الأسباب التي حفزت على ضرورة وجود مسرح جديد، يستند في مرجعياته ومنطلقاته إلى إرث وجماليات الثقافة العربية، على عكس ما كان سائداً من نمط مسرحي تأسس على فهم أو مرتكزات غربية.أحدث المسرح الاحتفالي شبه قطيعة مع المنهجين البارزين في المسرح الغربي: الأرسطي، والبريختي، وكان لعبد الكريم برشيد دور في التعريف بهذا المسرح تنظيراً وواقعاً، حيث تنسب إليه أعمال كثيرة استحضرت الموروث العربي ومنها: «امرؤ القيس في باريس» و«عنترة في المرايا المكسرة» و«ابن الرومي في مدن الصفيح».كان هذا الاتجاه التجريبي الدرامي - كما كتب عنه- مقبولاً في الساحة العربية، فأعاد للمسرح العربي أصالته وهويته الحقيقية، وكان من إنجازاته تقديم عروض اتخذت شكلاً فنياً شعبياً، كما روعيت في عروضه تقنيات تقديم المسرح من حيث الشكل والمعمار وأسلوب الأداء التمثيلي والعلاقة الحميمة بين الممثل والجمهور.النقد الأكبر الذي وجه للمسرح الاحتفالي العربي، هو أنه كان نابعاً من منطلقات أساسية هدفها تحرير المسرح من إرثه الغربي، وهو الذي اعتبر تمرداً لخروجه عن القواعد والأشكال المعروفة، في المسرح الأرسطي، ورغم هذه الدعاوى، يظل للمسرح الاحتفالي جمهوره، ويظل له مشاركاته في كثير من العروض والمواسم المسرحية العربية.إن دراسة المسرح الاحتفالي، ومناقشة ما قدمه، على مستويي الشكل والمضمون، هو أمر مهم، على مستوى قراءة التجربة المسرحية العربية بوجه عام، وهو الذي ينسحب على التجارب المهمة الأخرى في المسرح، كتجربة ألفريد فرج، وسعد الله ونوس، الطيب الصديقي، مسرح عبد الحق زروال، وغيرهم.إن هؤلاء قدموا النموذج على صعيد الابتكار والتجريب، رغم كل ما قيل وسجل من مآخذ وهفوات، وما هو مهم في كل ذلك، أن هذه المسارح مجتمعة، قد نبشت في الواقع العربي، اجتماعياً وثقافياً وسياسياً، ويظل المسرح الاحتفالي، تجربة مهمة وقوية ومتماسكة ما زالت قائمة في الوطن العربي، هذا الوطن الباحث عن وجوده وأصالته.