×
محافظة المنطقة الشرقية

Ooredoo احتفلت بـ«القريش»

صورة الخبر

أكد أكاديميون وخبراء أمنيون مصريون أن دولة قطر تسعى من خلال احتضانها لتنظيم الإخوان المسلمين، إلى لعب دور إقليمي أكبر من حجمها، حيث تتبع سياسة «خالف تعرف»، التي خرجت بها عن الإجماع العربي، مؤكدين أن كلا الطرفين يستخدم الآخر بحثًا عن مصالحه.ولفتوا إلى أن قطر تسعى من خلال ثروتها الكبيرة، وأذرعها الإعلامية إلى إشعال الفتنة في بعض البلدان العربية، بسبب خضوعها لإرادة «الإخوان»، الذين باتوا صناع القرار بها، مشيرين إلى أن قطر أدخلت المنطقة في صراعات ممتدة، أضرت بالعالم العربي وشغلته عن القضايا الأساسية التي تواجهه. «خالف تعرف»ويقول الدكتور علي الدين هلال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن ما تفعله قطر في المنطقة من خلال علاقتها بتنظيم «الإخوان»، هو مظهر جديد لأزمة الدور في السياسة القطرية، القائمة على أسس تتجاوز قدراتها الموضوعية إلى القدرة المالية، مشيراً إلى أنه من هذا المنطلق تبنت قطر المواقف الغريبة، التي خرجت بها على الإجماع العربي.وأضاف هلال أنه من المؤكد أن لقطر علاقة وثيقة بالكثير من التنظيمات الإرهابية، الأمر الذي أوضحه تدخل قطر من أجل إطلاق سراح الأتراك، الذين أسروا في العراق من قبل هذه التنظيمات الإرهابية، وبالفعل تم الإفراج عنهم، وذلك بالإضافة إلى وجود عناصر من تنظيمي «طالبان» و«القاعدة» بها.ولفت هلال إلى أن علاقة قطر ب«الإخوان» جزء من نظرية «خالف تعرف»، في أخذ مواقف لإثبات الوجود، حتى لو كان فيه إضرار بمصالحها، مضيفا أن الخطاب السياسي لزعماء «الإخوان» الهاربين من مصر، الموجودين في قطر يتحدث عن مظلومية تاريخية غير حقيقية، بالإضافة إلى الدعوة إلى التحريض والتمرد، ووصف الرئيس الحالي لمصر بقائد الانقلاب، وذلك إمعاناً في الخصومة واللدد في العداوة.وأضاف أن ما يتمناه قادة قطر أن يرد عليهم الرئيس السيسي أو الملك سلمان، حتى يحظوا بمكانة أكبر من مكانتهم، وهو ما لم يحدث لا من مصر ولا من السعودية، لا على مستوى القيادات، ولا من قبل وزارة الخارجية. وأشار إلى أن استضافة قطر ل«الإخوان» يعني أنها توفر ملاذاً آمناً للإرهاب، سيضر بها وبأهلها وبالآخرين. تناقض شديد وأكد الدكتور إكرام بدر الدين، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن قطر تعاني من تناقض شديد بين الثروة والتأثير الإقليمي، فهي الدولة الصغيرة ذات الثروة الهائلة، حيث تود من خلاله أن يكون لها دور إقليمي، ووجدت هذا الدور في احتضان جماعة الإخوان المسلمين، والتدخل في الشؤون الداخلية والعربية.وأشار بدر الدين إلى أن قطر تسعى إلى أن يكون لها تأثير إقليمي دولي من خلال الثروة والإعلام الذي يهدف إلى إشعال الفتن في البلدان العربية، لافتا إلى ضرورة فهم وجود صراعات داخل الأسرة الحاكمة القطرية، وهو أمر ليس وليد اليوم، وفيه يتم الاستعانة ببعض الأطراف مثل «الإخوان» لمناوأة الأطراف الأخرى داخل الأسرة الحاكمة.وأضاف بدر الدين أن ما تفعله قطر الآن في المنطقة يرجح أنها قد تكون أداة في يد دولة أجنبية خارجية، لا تريد الاستقرار للمنطقة، موضحا أن قطر تتخذ إجراءات مخالفة لمجلس التعاون الخليجي، وهو الأمر الذي قد ينعكس بالسلب عليها، وسحب عضويتها من المجلس، مضيفا أنها تقف موقفا مناقضا لدول عربية مهمة مثل مصر والسعودية والإمارات والكويت، وبالتأكيد هذا سيضر بمصالحها من خلال ردود الأفعال العربية عليها، مشددا على ضرورة أن يتسم القرار السياسي بالرشاد والعقلانية، وأن تعرف كل دولة حدود إمكانيتها وقدراتها. أزمات ممتدة وأشار الدكتور حسن وجيه، خبير لغويات التفاوض وإدارة الأزمات بجامعة الأزهر، إلى أن علاقة الإخوان المسلمين بقطر أدخلت المنطقة في أزمات ممتدة، وساعدت في خلق أزمات عربية جديدة شديدة التعقيد تضر بالعالم العربي بأسره.وأشار إلى أن هذه العلاقة بين تنظيم ثبت ممارسته للإرهاب بالفعل، وبين دولة عربية يؤكد فكرة عدم حسم الفارق بين الديني والسياسي في الوطن العربي، حيث يدخل الدين في السياسة ويرفع من حدة الصراعات التي تتحول إلى عنف باسم الدين.وأوضح وجيه أن مجلس التعاون الخليجي يريد الاستقرار، وبناء تحالف عربي يتصدى للتحديات الموجودة، ويحقق سلامة المواطن العربي، بينما دولة قطر ورطت نفسها بسبب علاقتها مع جماعة الإخوان، خاصة في ظل تورط التنظيمات التي تؤويها في عمليات إرهابية في مصر وفي دول عربية، موضحا أن قطر جعلت أذرعها الإعلامية تلوي عنق الحقيقة، من أجل مصالح فردية، وهو الأمر الذي أثبته الكثير من التقارير الدولية. وأضاف وجيه أن قطر تريد لعب دور إقليمي على حسب مصر، بتحميل نفسها ما لا تطيق، بتحالفها مع «الإخوان» وهو ما يسمى بالغباء السياسي. عزلة عربية وأكد عبد الله السناوي، المحلل السياسي البارز، أن السلوك السياسي من قطر يحتاج إلى مراجعة، فهي دائما تغرد خارج سرب دول الخليج، وتأخذ مساحة خاصة فوق حجمها، لافتا إلى أن ذلك يبدو منهجا أساسيا في إدارة الملفات، وجزءًا من تصورها في أن تلعب أكبر من دورها، وأن تكون ملاذا آمنا لجماعات وصفت بالتطرف، مضيفا أن قطر غير قادرة على حمل أفكار إيديولوجية فوق طاقتها.وأشار السناوي إلى أن تدخل جماعة الإخوان المسلمين في دائرة القرار القطري أدى إلى توترات بين قطر ومصر، وبين قطر ودول مجلس التعاون الخليجي، موضحا أن سياسة قطر الحالية، والأزمات التي تصطنعها مع دول عربية ذات ثقل مثل مصر والسعودية والإمارات، سوف يفضي إلى عزلة عربية تامة. دولة ضعيفة وأوضح الدكتور حلمي الحديدي، رئيس منظمة تضامن الشعوب الأفرو- آسيوية، أن قطر تتصرف دائما بشكل يخالف الرؤية العربية المشتركة، بالإضافة إلى تخليها عن اتفاقية الرياض 2014، بعلاقتها بإيران.وأشار الحديدي إلى أن قطر تعادي شعب مصر وليس فقط حكومته، غير مدركة لحجم مصر وشعبها وتاريخها، وأن وجود مصر هو حماية لكل العرب، لافتا إلى معاداتها للشعب المصري، والإساءة إليه والإضرار به من أجل إرضاء جماعة الإخوان هو تصرف لا يمكن قبوله.وأضاف أن احتضان قطر ل«الإخوان» أو عدمه لن يؤثر في مصر، لكن المسألة هنا هي أين العروبة، والتضامن العربي؟ موضحا أن ما تفعله قطر ليس في صالحها.ولفت الحديدي إلى أن أي دولة ضعيفة إذا وجدت فصيلاً كان يبدو قوياً أو يظهر بمظهر القوة، تحتضنه من أجل أن يعطيها القوة، فإذا به لا يستطيع مساندة نفسه، ولا يحمي من يحتمي به، وذلك يلخص علاقة قطر بجماعة الإخوان، مشيرا إلى أن قطر خالفت من أجل هذه العلاقة اتفاقية الرياض وميثاق الوحدة العربية وكل المبادئ والأسس، التي تبنى عليها العلاقات العربية البينية وهو الأمر الذي قد يحملها عقوبات عربية رادعة. قرارات حاسمة وأوضح اللواء فؤاد علام الخبير الأمني مسؤول ملف الجماعات الإسلامية سابقا بجهاز أمن الدولة المصري، أن هناك معلومة غائبة عن الإعلام، وهي أن دولة قطر لها تنظيم للإخوان المسلمين خاص بها هناك، مشيرًا إلى أن سبب ذلك مواطن مصري هرب عام 1954 وعمل مستشارا للتربية والتعليم هناك، ونجح في تحويل 80% منها إلى تنظيم «الإخوان»، وبالتالي جندوا قطريين كثرًا داخل هذه الجماعة الإرهابية.وأشار علام إلى أن موقف قطر الحالي نجم عن القمة العربية الإسلامية- الأمريكية في الرياض، التي حضرها ترامب، واتخذ فيها إجراءات ضد «الإخوان» ومن يدعمهم، ما جعل السلطة القطرية على المحك، الأمر الذي جعل تميم لا يتمالك أعصابه فخرج بتصريحاته الغريبة الأخيرة، أو أن «الإخوان» ضغطوا عليه للرد، فكان ما كان منه.وأضاف علام أن دول مجلس التعاون الخليجي لم تأخذ موقفا حاسما حتى الآن من قطر، لافتا إلى أن الوحيد الذي اتخذ إجراءات عنيفة أجبرت قطر على التراجع عن مواقفها هو الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز. ولفت إلى أن إيران لن تدعم قطر في معركتها حتى النهاية، بسبب الخلاف المذهبي بين الدولتين، مشيراً إلى أنه لا توجد، حتى الآن، أي أضرار على قطر، من موقفها من الإخوان المسلمين، لكنها في المستقبل قد تدفع ثمن هذه العلاقة، وهذا سيحدث غالبا.