×
محافظة المنطقة الشرقية

إسكان طلاب جامعة البترول “شبه جاهز” .. السلطان: 3 مليارات للمشاريع الجديدة

صورة الخبر

كنت ضمن من تلقى العزاء الأسبوع الماضي من جموع حاشدة تقاطرت من أهالي مدينة "أبها" وربوعها وأحوازها.. في الحسيب النسيب الصديق الصدوق "سليمان بن أحمد بن محمد بن حسن ميمش". أبدأ بجدّيه الوجيهين المتلازمين "محمد وسليمان".. الأول عمدة "مناظر والبديع" أكبر أحياء "أبها" القديمة، والثاني يتناوب رئاسة البلدية وعضوية المجلس الإداري مع الإشراف على الشؤون الخاصة بقصر الأمير "تركي بن أحمد السديري". تمّدهما مزارعهما "المفتاحة وشعبة تحيا وشعبة فهران والعمارات بالشرف ودرب بني شعبة" بالحبوب، إلى جانب تجارة يديرها ابنهما البار "أحمد بن محمد". كان بيتهما الكبير مفتوحاً أمام الضيوف والمحتاجين والسائلين يمد سماطه للغداء والعشاء في وقت ما قبل النفط تجتاحه عوامل الفقر والشدة. حدثني من أثق بروايته أنه كان يوماً بصحبة صديق له من كبار القوم عندما قابلهما رجل من قرى "عسير" النائية ذات مساء مطير يرغب في الضيافة.. فما كان من صاحبه إلا أن نقده ريالاً فضياً له وزنه وقيمته آنذاك قائلاً: أدلك على بيت مفتوح تجد فيه بغيتك.. فرد عليه الوافد أعرف البيت الكبير لآل "حسن ميمش"، وسأذهب إليه. أما الابن "أحمد بن محمد" الرجل المتصدق يوزع أقراص الخبز على السائلين في الظهيرة والمساء، ويتفقد الأسر المحتاجة سرّا في ظلام الليل بأقداح الحبوب والكساء. حدثني أحد مجايليه من تلاميذ المدرسة الأميرية أنه كان يذهب صبيحة كل يوم ومعه زملاء له وآخرون غيرهم إلى دكان العم "أحمد" فيعطي كلا منهم "قرش صاغ" يذهبون فرحين لأنه يؤمن لهم فسحة جيدة. الفقيد الحفيد "سليمان بن أحمد" تخرج من المدرسة بتفوق وتوظف في صحة "أبها" محاسباً لشؤونها المالية ومديراً لمستودعاتها، اتصف بالأمانة والنزاهة وحسن التدبير حتى تقاعد بعد خدمة أربعين عاماً مذكوراً بالخير. شارك في الشأن الاجتماعي.. يعمل في صمت لا يحب الظهور الاجتماعي.. رحمه الله.. سردت القصة للعبرة والتأسي وضرب المثل الطيب لمن أراد الاقتداء.