قالت الشرطة إن قنبلة ضخمة مخبأة في صهريج لنقل مياه الصرف الصحي انفجرت في ساعة الذروة الصباحية بوسط العاصمة الأفغانية كابول يوم الأربعاء مما أسقط 80 قتيلا على الأقل وأصاب المئات بجروح وألحق أضرارا بسفارات أجنبية. ويبدو أن معظم الضحايا من المدنيين الأفغان. والتفجير من أشد الهجمات دموية في كابول ويأتي في الأسبوع الأول من شهر رمضان. وكتب وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل على تويتر يقول إنه وقع قرب المدخل المحصن للسفارة الألمانية وقتل أحد حراس الأمن وأصاب بعض العاملين بالسفارة بجروح. وأضاف في برلين "هناك مصابون في السفارة الألمانية ولكنها إصابات طفيفة في الأغلب. "بين القتلى أفراد أمن أفغان على الأرجح كانوا يعملون في السفارة الألمانية". وأضاف "مثل هذه الهجمات لا تجعلنا نحيد عن عزمنا على مواصلة دعم الحكومة الأفغانية لتحقيق الاستقرار في البلاد". وقال بصير مجاهد المتحدث باسم شرطة كابول إن المتفجرات كانت مخبأة في صهريج صرف صحي. وأشار إلى أن السفارة الألمانية ربما لم تكن هي هدف الهجوم الذي أدى إلى تصاعد سحب من الدخان الأسود في السماء فوق قصر الرئاسة. وقال لرويترز "هناك العديد من المجمعات والمكاتب الإدارية المهمة في المنطقة كذلك". وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية إن بلادها لا تعلم بعد ما إذا كانت سفارتها في أفغانستان هي هدف الهجوم. وأضافت "الصورة الكاملة لم تتضح أمامنا بعد... ليس هناك إعلان مسؤولية ولا يمكننا أن نحدد بشكل قاطع كيف وقع هذا الهجوم أو من كان يستهدفه". وكان الانفجار عنيفا بشكل غير معتاد وأدى إلى تحطم النوافذ وتطاير الأبواب في منازل على بعد مئات الأمتار. ونفت حركة طالبان مسؤوليتها عن الهجوم وقالت إنها تدين الهجمات التي لا تستهدف أهدافا مشروعة ويسقط فيها ضحايا مدنيون. ونفذ تنظيم الدولة الإسلامية، وهو الجماعة المتشددة الأخرى العاملة في أفغانستان، هجمات كبيرة في كابول منها هجوم على مستشفى عسكري في مارس آذار قتل فيه أكثر من 50 شخصا. وقال بيان صادر عن بعثة الدعم الحازم بقيادة حلف شمال الأطلسي في كابول إن قوات الأمن الأفغانية منعت السيارة من دخول المنطقة الخضراء المحصنة التي تضم العديد من السفارات ومقر البعثة مما يشير إلى أن السيارة الملغومة ربما لم تصل إلى هدفها المحدد. وقال متحدث باسم قطاع الصحة إن 80 قتيلا على الأقل سقطوا كما أصيب أكثر من 350 شخصا. ونقلا إذاعة (ايه.آر.دي) الألمانية عن وزير الداخلية قوله إن ألمانيا ألغت رحلة جوية مقررة لنقل مهاجرين إلى أفغانستان بعد التفجير. وبدأت ألمانيا تنفيذ علميات ترحيل جماعي لأفغانستان في ديسمبر كانون الأول ساعية لإظهار أنها تتخذ إجراءات لمعالجة ارتفاع أعداد المهاجرين عن طريق ترحيل من لا تنطبق عليهم شروط اللجوء. وقالت فرنسا والصين وتركيا إن سفاراتها تضررت لكن ليس هناك ما يشير إلى إصابة أحد من دبلوماسييها، بينما قالت مصر إن أضرارا لحقت بمبنى سفارتها وسكن السفير وإن حارسا أصيب. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) إن احد سائقيها وهو أفغاني قتل أثناء نقله صحفيين لعملهم. وأصيب أربعة صحفيين بجروح وتلقوا العلاج في مستشفى. وأظهر تسجيل فيديو من الموقع حطاما وجدرانا ومباني منهارة وسيارات مدمرة والكثير من الضحايا بين قتيل ومصاب. * "كان مثل زلزال" وعند مستشفى وزير أكبر خان القريب عمت مشاهد الفوضى مع قدوم مصابين بسيارات إسعاف وتجمع عدد كبير من أقارب الضحايا المصدومين. وعلى أحد الأسرة، قال محمد حسن (21 عاما) وهو يصف لحظة الانفجار الذي هز البنك الذي يعمل به ورأسه ملفوف بضمادة "أحسست وكأن زلزالا وقع". وكان قميصه الأبيض ملطخا بالدماء. وقال مصاب آخر بجروح طفيفة هو نبيل أحمد (27 عاما) إن الدمار والفوضى سادا المكان. وكانت الحركة محمومة خارج المستشفى مع بدء وصول عربات الإسعاف وشاحنات الشرطة تنقل عشرات الجثث وبعضها محترق بدرجة يصعب معها التعرف على أصحابها. وأدانت الهند وباكستان التفجير. وقال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في تغريدة "تدعم الهند أفغانستان في محاربة كافة أشكال الإرهاب. يتحتم هزيمة القوى الداعمة للإرهاب". وقالت الهند أن طاقم سفارتها لم يصب بسوء. ويظهر الهجوم بوضوح أن قدوم شهر رمضان قد لا يحمل في طياته انحسار العنف في أفغانستان. وطالبت منظمة العفو الدولية بإجراء تحقيق فوري وغير منحاز. وقالت في بيان "مأساة اليوم تظهر أن الصراع في أفغانستان لا يتراجع بل يتسع بشكل خطير، بشكل يتعين أن يثير انزعاج المجتمع الدولي". ومن المنتظر أن يتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارا قريبا بشأن توصية بإرسال قوات إضافية يتراوح قوامها بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف جندي لتعزيز قوة تدريب صغير تابعة لحلف شمال الأطلسي وبعثة مكافحة الإرهاب الأمريكية ويبلغ قوام القوتين معا حاليا ما يزيد قليلا على عشرة آلاف جندي.