تغطية:هاجر خميس أكدت قرينة صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، سمو الشيخة فاطمة بنت زايد بن صقر آل نهيان رئيسة جمعية أم المؤمنين، أن الرحمة هي تاج الأخلاق كلها، وأن الإنسان إذا تحلى بخلق الرحمة، تأتيه بقية الأخلاق الحسنة تباعاً، فمن سكنت الرحمة في قلبه لن تجد الخصال السيئة مكاناً لها فيه، والدليل على ذلك هو أن «الرحمة» أكثر الأخلاق الحسنة ذكراً في القرآن الكريم، حيث ذكرت أكثر من 300 مرة، بينما ذكر «الصدق» 145 مرة، و«الصبر» 90 مرة، و«العفو» 43 مرة، و«الكرم» 42 مرة، و«الأمانة» 40 مرة، و«الوفاء» 29 مرة، وأن الله بعث سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رحمة للإنسانية ورحمة للعالمين، فقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}، ولم يخص الله سبحانه وتعالى بهذه الرحمة المؤمنين ولا المسلمين، بل رحمة للعالمين، أي لكل الناس باختلاف أديانهم وأجناسهم وألوانهم، فيجب على المسلم أن يقتدي بخير خلق الله سيدنا محمد، وأن نرفع شعار الرحمة في كل تعاملاتنا، وأن نربي أبناءنا على الرحمة ونرسخها فيهم منذ نعومة أظفارهم، حتى تبقى فيهم قيمة ومبدأ ونهج حياة يعيشون بها حاضرهم ومستقبلهم لأنهم وجدوا فيها ماضيهم، وتعلموها من أهلهم بالأفعال وليس بالكلام والوعظ اللفظي، فإن «الرحمة» لا يمكن تعليمها بالقول، بل تعلم وتزرع وتنمو في القلوب بالأفعال الحقيقية المملوءة بالرحمة.جاء ذلك خلال مجلس رمضاني عقدته سمو الشيخة فاطمة بنت زايد بن صقر آل نهيان، لصاحبات السمو والشيخات، بقصر الصفيا، ضمن مجالس سموها الرمضانية لهذا العام تحت شعار «معاً نزرع الرحمة»، وتضمن المجلس محاضرة بعنوان «دور الأسرة في دعم التربية الأخلاقية وتعزيز قيمة الرحمة»، قدمتها د. كريمة المزروعي، المدير التنفيذي لقطاع التعليم المدرسي بمجلس أبوظبي للتعليم، وأدارت المجلس الإعلامية نجيبة الرفاعي. التربية والتلاحم وأوضحت د. المزروعي، أهمية التربية الأخلاقية والتلاحم، وأن فكرتهما قائمة على «الرحمة»، وكم بتنا بحاجة لهذا التلاحم والرحمة، حيث قالت: لما للرحمة من عظمة وأهمية في بناء مجتمع متحاب متلاحم متراحم ناجح، فنجدها أحد أهداف أجندة دولة الإمارات 2020، كما أن الاستثمار البشري كذلك أحد أهم أهداف هذه الخطة، فالعنصر البشري هو أهم عناصر تنمية ونهضة أي دولة في العالم، وتحرص الدولة على تنمية الاستثمار البشري، حيث إن لدينا أهم الكوادر البشرية المؤهلة، ولتنمية رأس المال البشري والاستثمار فيه يجب التركيز على الجوانب الأخلاقية بجانب الدراسة والتعليم، فليس بالتعليم وحده ترتقي الأمم، بل بالأخلاق ترتقي الأمم المتعلمة، ومن هذه الجوانب الأخلاقية: احترام الوقت والأسرة والإحساس بالمسؤولية، وإذا نظرنا إلى حال الطلبة في الشرق الأوسط حالياً، سنجد أننا نواجه مستجدات لم نشهدها في السابق، وهي تحديات جديده، كانضمام بعض الأطفال إلى تنظيم «داعش الإرهابي»، فينضم إليه أطفال أعمارهم في الثلاثة عشر عاماً، وذلك من خلال استقطابهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي تُعَرّي الخصوصية، وكذلك ضمن هذه التحديات الجديدة الحسابات الوهمية التي تنسب إلى بعض الحكومات، كما يشهد موقع تويتر كثيراً من الالتهابات التي تنتجها تغريدات ملوثة الفكر والأسلوب، وهنا يجب علينا التعامل بحكمة وأخلاق الإسلام والحذر لأننا مستهدفون من داعش ومن جماعة الإخوان الإرهابية، فعندما تم استقطاب طالب واحد من كوريا وانضم إلى تنظيم داعش الإرهابي، بالرغم من أن الطالب غير مسلم، هنا تعاملت كوريا بحكمة ووجهت جميع المؤسسات التعليمية في الدولة وألزمت كل معلم فيها بالتحدث مع الطلبة عن وسطية الإسلام، وأن الإرهابيين لا ينتمون للإسلام بصلة. حماية الأطفال وأضافت: يجب علينا حماية أطفالنا من أضرار وسائل التواصل الاجتماعي، ومواجهة كل هذه التحديات الحديثة، وقد تم إطلاق مادة التربية الأخلاقية، وتبدأ التربية الأخلاقية من الأسرة قبل المدرسة، فإذا كانت الأسرة غير متسامحة بين أفرادها، فلا يمكن لها أن تنجب للمجتمع طفلاً متسامحاً، كما يجب أن تغرس الأسرة في الطفل العديد من القيم الأساسية التي يستطيع أن يواجه بها المعارك الأخلاقية التي يمر بها في عصر الانفتاح على الآخر، ومساعدته على غربلة هذه الأفكار التي تواجهه حتى تتشكل لديه مفاهيمه ومبادئه الأخلاقية، كما يجب على الأسرة أن تبنى على التناغم والتعاون واحتواء المذنب التائب، وأن تسند الأسرة لكل فرد فيها دوراً ومهام يقوم بهما، فهذا الدور يعطي ثقة في النفس والشعور بالأهمية، وكذلك من الضروري إظهار الحب والمشاعر للأطفال، والتعبير عنهما بالكلمات والحركات الجسدية التي يحتاج لها الأطفال وتشبع لديهم الشعور بالأهمية، وأنهم مرغوبون، فهذا الاحتواء يفرز هورمون السعادة للأطفال، وإن هذه المشاعر إذا لم تشبعها الأسرة للطفل ستقوم جهات أخرى بإشباعها واستقطابه من خلالها. بناء الأخلاق وشددت المدير التنفيذي لقطاع التعليم المدرسي بمجلس أبوظبي للتعليم على أن «الرحمة» أهم عنصر في الأسرة المتماسكة، ويجب كذلك توفر عنصر المشاركة في الاهتمامات والهوايات والمسؤوليات وغيرها من الأمور، لأن هذا يشكل التلاحم المجتمعي. واختتمت د. كريمة المزروعي محاضرتها مشيرة إلى أن بناء الأخلاق والقيم رحلة طويلة تستغرق سنوات. حضر المجلس الرمضاني الذي عقدته قرينة صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان سمو الشيخة فاطمة بنت زايد بن صقر آل نهيان، بقصر الصفيا، حرم صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، الشيخة هنا بنت جمعة الماجد، وحرم صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين الشيخة سمية بنت صقر القاسمي الرئيسة الفخرية لمجلس سيدات أعمال أم القيوين، وحرم سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان الشيخة أسماء بنت صقر القاسمي، وعدد من الشيخات.