×
محافظة المنطقة الشرقية

شاشات وأثير «الشارقة».. نافذة على باقة من الدراما الخليجية

صورة الخبر

تواصلت أمس الأول الخميس بالمنطقة الجنوبية لـ «كتارا»، فعاليات الخيمة الثقافية التي تنظم ضمن فعاليات رمضان في «كتارا»، والتي خصصت لمناقشة موضوع «أسباب غياب الدراما القطرية في رمضان». وشارك في الندوة كل من الفنانين والمخرجين القطريين فالح فايز وسالم المنصوري والفنانة القطرية أسرار محمد، فضلاً عن مداخلات عدة من طرف الجمهور الحاضر والذي كان في أغلبه من العاملين في الدراما والمسرح.حيث تم طرح مجموعة من القضايا المرتبطة بعلاقة الدراما بالمسرح والنصوص الدرامية وإلغاء قسم الدراما بكل من التلفزيون والإذاعة، كما طرحت تساؤلات حول غياب عدد من المخرجين عن ساحة الدراما، مثل علي الحمادي وعلي حسن التميمي وغيرهم، الذين قدموا في السابق أعمالاً درامية رائدة لا تزال تلقى التقدير من طرف الجمهور. كما طالب المشاركون بخصوص عدم توجه شركات الإنتاج إلى خوض مغامرة الإنتاج الدرامي إلى أن الأمر راجع إلى عدم وجود منافذ للتسويق. علماً بأن الندوة شهدت نقاشاً كبيراً عن علاقة الدراما بالمسرح، ومآل النجوم الشباب الذين برزوا مسرحياً، ولم يأخذوا حقهم في البروز درامياً بسبب توقف الإنتاج الدرامي القطري، الذي تمت الدعوة في النهاية إلى ضرورة تدخل الأطراف التي لها علاقة بهذا المجال، من أجل إعادة تنشيط ساحة الإنتاج خاصة المؤسسة القطرية للإعلام ووزارة الثقافة والرياضة. فضلاً عن منح شركات الإنتاج -التي كانت تُكلف في السابق بتنفيذ الأعمال التي يتم إنتاجها- الموارد اللازمة للمساهمة في عملية التنشيط تلك، بالإضافة إلى أن عودة عجلة الإنتاج إلى الدوران في صالح النجوم الشباب وتخدم مستقبلهم. المنصوري: هناك شركات إنتاج لكن يتم تجاهلها قال المخرج سالم المنصوري إن وضع الدراما القطرية اليوم يرثى له، مشيراً إلى أن عدد الفنانين كلهم اليوم لا يصل إلى 100، لكن غياب الإنتاج جعل الكثيرين منهم يتغيبون عن الساحة. وأكد أن هناك شركات إنتاج تضع نفسها في خدمة الدراما القطرية، لكنها لم تحصل على أي عمل من التلفزيون حتى الآن، أو حتى من القنوات التي تفضل إعادة بث الأعمال القديمة. وشدد المنصوري على أن هدف شركات الإنتاج ليس الحصول على الأموال، ولكن تعزيز مكانة الدراما القطرية، منتقداً تخصيص شركة واحدة في السابق بتنفيذ إنتاج الأعمال، ما نتج عنه نوع من «الشللية» التي تخدم فئة معينة في وقت يتم التساؤل فيه عن أسباب غياب الباقي. أسرار محمد: الجيل الجديد مظلوم تلفزيونياً قالت الفنانة الشابة أسرار محمد التي برزت على الصعيد المسرحي، إن التلفزيون مهم لأي فنان شاب، لكن للأسف فإن المخرجين لا يثقون في الكفاءات الشابة رغم أن هذه الكفاءات لا يهمها سوى إثبات ذاتها خارجياً وخارجياً وخدمة الدراما المحلية، مشيرة إلى أن الجيل الجديد مظلوم تلفزيونياً، سواء من حيث الأدوار، أو من حيث الأجور التي يتم اقتراحها عليه، أو مساحة الدور الذي يقترب أحياناً من دور الكومبارس. وأضافت أسرار أن الفنان القطري أولى من استيراد فنانين من الخارج، رغم أنهم غير معروفين في بلدهم. ودعت الفنانة القطرية إلى منح الثقة للشباب، وتمكينه من الوصول إلى النجومية داخل قطر، عوض التجاهل الذي يعانون منه حالياً، منوهة في السياق ذاته بالمحاولات التي يتم القيام بها مسرحياً لتقديم النجوم الشباب في مختلف المحطات. دسمال: الدراما القطرية أبرزت الفنان الخليجي ونتمنى عودتها بقوة قال الفنان البحريني أمير دسمال إن قطر كانت محطة مهمة لإبراز الفنان الخليجي مسرحياً ودرامياً، مشيراً إلى أنه كانت هناك منافسة كبيرة بين كل النجوم، وكان هناك موسم سنوي للإنتاج الدرامي، يفرض نفسه على كل الشاشات الخليجية، حيث كان الجميع يحرص على متابعة الأعمال الدرامية، معبراً عن أمنيته في عودة التلفزيون إلى سابق عهده وبقوة، للمساهمة في منح مساحات أكبر للنجوم الخليجيين، وتقديم أعمال رائدة. فتح الله: عودة الدراما بحاجة إلى قرار سيادي قال المخرج الإذاعي فتح الله، إن أحد منابع الدراما تأتي من الإذاعة والتلفزيون والسينما والمسرح، مشيراً إلى أنه تم تغييب أطراف أخرى من خلال عدم حضورها للندوة، حيث يمكنها أن تساهم في وضع الإصبع على الخلل. وأشار فتح الله إلى أنه بخصوص الدراما الإذاعية، هناك تراجع كبير، حيث التحايل على الموضوع بتقديم برامج قريبة من الدراما، مؤكداً أنه ليست هناك جدية لحل مشكلة الإنتاج الدرامي، رغم وجود الإمكانيات المادية، وكذا وجود طاقات قطرية وعربية بإمكانها أن يتم توظيفها لمواجهة أزمة الإنتاج الدرامي، التي يجب أن تساهم في حلها كل من المؤسسة القطرية للإعلام ووزارة الثقافة، وتشكيل لجنة عليا لتدارس الوضع ووضع الحلول المناسبة، لتجاوز الوضع الحالي الذي سجل أن هناك مجهودات فردية لكنها مثل «الحرث في البحر»، ليشير في النهاية إلى أن مسألة عودة تنشيط الدراما القطرية تلفزيونياً وإذاعياً في حاجة اليوم إلى قرار سيادي. فايز: وضع الدراما لم يعد محتملاً قال الفنان فالح فايز إن الدراما القطرية عرفت طفرة كبيرة خلال تسعينيات القرن الماضي، خاصة مع وجود استوديو 4 بمقر التلفزيون الذي كان يتم داخله إنتاج أعمال درامية، ليتم بعد ذلك المرور إلى مرحلة تكليف المنتج المنفذ الذي أدى إلى نوع من التسويق، من خلال توظيف نجوم من خارج قطر، لدفع الفضائيات الأخرى إلى شراء العمل الدرامي، مع تركيز التلفزيون على إنتاج الأعمال التاريخية الضخمة، علماً أن الدراما القطرية لا تكلف على الأكثر سوى مليونين. وأشار إلى أن غياب الإنتاج الدرامي القطري تلفزيونياً وإذاعياً أدى إلى اختفاء نجوم كانوا متواجدين على الشاشة، ولم يعد أحد يعرفهم، باستثناء قيام بعض منهم بمبادرات خارج قطر، من أجل ضمان تواجدهم على الساحة. وتوجه فالح فايز بنداء إلى تلفزيون قطر، من أجل العودة إلى الإنتاج الدرامي، لكونه الداعم للفنان القطري بالدرجة الأولى، فالأعمال الدرامية تعد رافداً للعمل المسرحي أيضاً، خاصة أن الوضع الذي تعاني منه اليوم لم يعد يحتمل، مؤكداً أن التلفزيون الذي يقوم بإنتاج الأعمال التاريخية كان من المفروض فيه إشراك الفنان القطري، خاصة أن هذه الأعمال تعد مناسبة لاكتشاف إمكانيات الفنان القطري، ومدى قدرته على الانتشار والاستفادة من النجوم المشاركين في مثل هذه الأعمال.;