جميل أن يستمع الكبير إلى الصغير.. الكبير في منصبه ومسؤولياته إلى الصغير في منصبه الرسمي وما يتبعه من مسؤوليات. وجميل أن يقرأ المسؤول ما يكتبه المهتمون من الكتّاب الذين لا يرمون إلى شيء سوى المصلحة العامة. جميل أن تجد الأقلام المخلصة للوطن، والتي لا تقبض فلساً واحداً.. قد يكون قبضة تطبق على أعناقها حين يفرض عليها ما لا تقبل أن تكتب فيه. رائع جداً أن يقرأ المسؤول ويتفاعل مع ما كتب حين يجد فيه شيئاً من الصواب. ليس عيباً أن يخطئ المرء.. ولا جريمة حين ينتبه أن هناك نقطة غفل عنها حين سطر قانوناً وأصدر أمراً بتنفيذه.. ولا مخجلاً أبداً أن يلغي قراراً وجده في ما كتب بخصوصه أمراً غفل عنه أو معلومة كانت خافية عنه. ولكن ما سبق كله لا يعني أن هناك ما يغفر للمسؤول أن يصدر كل يوم قراراً، ثم يتراجع عنه كلياً أو بعض جوانبه اليوم الثاني.. لأن أي قرار يجب أن يأخذ وقته وجهده في البحث والدراسة ليكون قراراً متكاملاً شاملاً لكل الظروف والاحتمالات.. لأن التسرع في إصدار أي قرار لمجرد تفاعل غير صائب مع حملة إعلامية أو كلام قيل هناك وهناك، هو أمر غير محمود. أي قرار بقصد الإصلاح لا بد أن يأخذ حيزه ومساحته الكافية بالتفكير والبحث وتبادل المعلومات مع كل الأطراف المعنية. مهم جداً أن يوضع الجانب الإنساني نصب عين كل مشارك في البحث والتفكير.. في أي قانون يصدر في بلد سُمي أميره بأمير الإنسانية. إذا كان المسؤول يقرأ، فذلك جميل. والأجمل منه والأروع عندما يتفاعل مع ما يكتبه المخلصون لهذا الوطن والمراقبون للأحداث بعين متجردة. إذا كان المسؤول لا يقرأ، فهذه مصيبة.. وإذا كان لا يتفاعل مع ما ينقله له مساعدوه، فذلك أمر سيئ ومخجل.. وهذا النوع من المسؤولين هو من يجب أن تقوم ثورة لإقالته وتنظيف مكانه منه.. لأن عدم وجوده أجدى بكثير من وجوده. عندما أطلق على الصحافة السلطة الرابعة، فهذا لم يأت من فراغ.. لأن الكاتب المؤمن برسالته والمتجرد من كل شيء، إلا حب الوطن، لا يكتب إلا ما هو صحيح، ولا يقول إلا ما يمليه عليه ضميره النظيف. والمسؤول النظيف والوطني هو من يتفاعل مع ما تكتبه هذه الأقلام الوطنية لمصلحة الوطن. أما غير ذلك، فهو مصيبة ما بعدها مصيبة. إقبال الأحمد Iqbalalahmed0@yahoo.comIqbalalahmed0@gmail.com