ارتفع عدد المصابين، الذين نُقلوا إلى 5 مستشفيات في لندن، إلى نحو 50 شخصاً، إضافة إلى مقتل 6 أشخاص و3 من المهاجمين بعد الهجوم، الذي وقع مساء السبت، في العاصمة البريطانية، كما أعلنت أجهزة الإسعاف في لندن. وكانت حصيلة سابقة للإدارة نفسها قد تحدثت عن نقل أكثر من 30 شخصاً إلى المستشفيات، وقالت المصادر نفسها: إنها عالجت عدداً من المصابين بجروح أقل خطورة في المكان. وقاد مهاجمون شاحنة صغيرة مسرعة ودهسوا المارة على جسر لندن، قبل أن يطعنوا أناساً آخرين في منطقة "بارا ماركت" المجاورة، فيما وصفته السلطات البريطانية بـ"العملين الإرهابيين". ووفق "سكاي نيوز" أعلنت خدمة الإسعاف في العاصمة البريطانية أنه تم نقل العشرات إلى مستشفيات في لندن بعد الهجومين اللذيْن وقَعَا في وسط المدينة؛ فيما أغلقت 3 مستشفيات رئيسية في لندن أبوابها بعد هجمات قُرب جسر لندن. وقالت الهيئة التي تدير المستشفيات على "تويتر": "نظراً للحادث المستمر في وسط لندن تغلق مستشفيات جايز، وسان توماس، وإيفيلين؛ للحفاظ على سلامة المرضى والأقارب والعاملين". وكان 6 أشخاص قد قتلوا وأُصيب 50 آخرون، بعد أن قاد مهاجمون شاحنة صغيرة مسرعة، ودهسوا المارة على جسر لندن قبل أن يطعنوا أناساً آخرين في منطقة بورو ماركت المجاورة، السبت. وقالت الشرطة في وقت سابق: إنها تتعامل مع حادث آخر في منطقة فوكس هول في لندن، وذكر صحافي من "رويترز" قُرب الموقع أنه شاهد عشر سيارات شرطة تتجه صوب جسر لندن. وروت شاهدة لهيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" أنها رأت شاحنة خفيفة من نوع "فان" بيضاء اللون تدهس المارة، يقودها رجل كان يسير "بسرعة نحو 50 ميلاً (80 كم) في الساعة"؛ مشيرة إلى أن السيارة أصابت 5 إلى 6 أشخاص. كما أردفت أنه يتم علاج 5 أشخاص أصيبوا في الحادث، بعد أن صعدت السيارة إلى الرصيف وصدمتهم؛ مضيفة أنها شاهدت رجلاً عاري الصدر ومصفد اليدين، وقد أمسكت به الشرطة. وشهدت منطقة "بورو ماركت" هي الأخرى اعتداءً إرهابياً بعد أن انتقل المهاجمون الثلاثة -بحسب الشرطة- إليها وقاموا بعمليات طعن عدة في مطعم هناك، قبل أن تحاصرهم الشرطة في المنطقة وتقتلهم. وأغلقت هيئة النقل محطة جسر لندن بناء على طلب الشرطة، ونصحت الأخيرةُ السكانَ بالابتعاد عن منطقة الجسر. وأفادت وسائل إعلام بريطانية بسماع إطلاق عيارات نارية قرب جسر لندن. ووصفت رئيسة الوزراء البريطانية "تيريزا ماي" الأحداثَ التي وقعت في لندن بأنها "عمل إرهابي محتمل". وقالت "ماي" في بيان: "بعد متابعة تقارير الشرطة والمسؤولين الأمنيين، أستطيع أن أؤكد أنه يتم التعامل مع الأحداث المروعة في لندن على أنها عمل إرهابي محتمل". إلى ذلك أفاد البيت الأبيض أن فريق الأمن القومي للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أطلعه على حادث جسر لندن في بريطانيا، وطالَبَ ترامب الأمريكيين بالحذر ودعاهم إلى رفع مستوى حظر السفر. ويأتي الحادث قبل أيام من انتخابات الثامن من يونيو، وتشير استطلاعات الرأي إلى تراجع شديد لتقدم حزب المحافظين بقيادة رئيسة الوزراء تيريزا ماي. ويأتي أيضاً بعد أقل من أسبوعين على هجوم انتحاري قتل 22 شخصاً في حفل للمغنية الأمريكية "أريانا غراندي"، في مانشستر بشمال إنجلترا. وكان "تفجير مانشستر" الذي وقع يوم 22 مايو هو الأعنف في بريطانيا منذ يوليو 2005، عندما قتل أربعة بريطانيين 52 شخصاً في هجمات انتحارية منسقة على شبكة النقل في لندن. وأدان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الهجمات الإرهابية التي وقعت وسط لندن. وأوضح بيان صحفي صادر عن البيت الأبيض اليوم، أن الرئيس الأمريكي قدّم تعازيه لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بعد الهجمات الإرهابية الوحشية التي وقعت مساء أمس وسط لندن. وأعرب ترامب عن دعم بلاده الكامل في التحقيق وتقديم المسؤولين عن هذه الأعمال الشنيعة إلى العدالة. وقال عمدة لندن، صادق خان، الأحد: إن الهجمات الإرهابية لا يجب أن تدفعنا إلى تأجيل الانتخابات العامة المقرر أن تُجرى الخميس المقبل، الثامن من شهر يونيو الجاري. وأضاف "خان" أن سكان لندن سيشهدون وجوداً متزايداً لرجال الشرطة في المدينة بعد الهجوم الدامي؛ لكن ليس هناك ما يدعو للذعر، وحث الناس على التزام الهدوء وتوخي الحذر. وأشار إلى أن المستوى الرسمي للتهديد الأمني ما زال عند مستوى "حادّ"؛ مما يعني أن وقوع هجوم أمر مرجح بشكل كبير. وأوضح: "من الأمور التي يمكن أن نقوم بها حتى نثبت أننا لن نذعن للخوف؛ التوجه إلى صناديق الاقتراع الخميس، والتأكيد على أننا نعي أهمية ديمقراطيتنا وحرياتنا المدنية وحقوق الإنسان". وتابع: "لست من دعاة تأجيل الانتخابات. أؤمن بشدة بالديمقراطية وبضرورة الإدلاء بأصواتنا، ونحن ندرك في الواقع أن التصويت في الانتخابات من بين الأمور التي يكرهها الإرهابيون؛ فهم يكرهون الديمقراطية". وأكد عمدة لندن أن الحكومة البريطانية تبحث الآن في سبل جديدة لمواجهة الهجمات الإرهابية التي تعصف بالبلاد. كما أوضح أن "بعض مصابي الهجوم الإرهابي في حالة حرجة".