ابن طُوَيْرِ الجنة (طوير الجنة لا طيور الجنة!) هو مؤرخ مغاربي من أهل موريتانيا، غادر دنيانا الفانية في عام 1265 هـ أي منذ أكثر من مائة وسبعين عاما، وقد اشتهر بكتابه العريق رحلة المُنى والمِنّة الذي يعد واحدا من كتب رحلات الحج الشهيرة. لكن الكتاب الذي بين يدي الان ليس كتابه العتيد ذلك، بل هو كتاب آخر في التاريخ المحلي لبلاده، على نظام الحوليات الذي برع فيه مؤرخو العرب، حيث رصد أحداث تلك اليوميات في منطقته الواقعة في وسط موريتانيا، خلال الفترة بين عام 1070 وعام 1258هـ وإن كان قد أورد ثلاثة أحداث عامة متفرقة قبل ذلك الحين. من عجائب ما قرأت قوله بعد ذكر عدة حوادث كانت في عام 1155 هـ أن ذلك العام هو عام الدراريع، وفسر المحقق ذلك بأن الدراريع هي ألبسة تقليدية لها كمّان واسعان، وأظنها السائدة حتى الان، وعجبي جاء من انتشار ذلك الزي دفعة واحدة في ذلك العام. والذي أعجبني أيضا كلمة طُوَيْر في اسم المؤلف، فالكلمة رغم فصاحتها الا أنها بقيت في عُهْدَة العوام، خاصة عندنا في الباحة، لا نعرف كلمة طائر إلا في كتب المدرسة فلا نقول عنه الا طُوَيْر، وعند جيراننا بني مالك (جنوب الطائف) شاعر شعبي من خيار الشعراء الشعبيين في الطائف والجنوب هو المرحوم عيضة بن طوير.