بيروت – نبيه البرجي | داخل الأجهزة الأمنية اللبنانية ذهول حيال ما تدعوه بـ «الأدمغة الجهنمية» لتنظيم داعش الارهابي… ففي حين يمر التنظيم بأصعب الأوقات بعد اقتراب طرده من الموصل وانطلاق معركة الرقة، فإن قيادة التنظيم مازالت على أعصابها الباردة. قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون تحدث عن ظهور شبكات وخلايا جديدة. كما أظهرت عمليات الرصد ان الاشخاص الذين جرى تجنيدهم في الأشهر الاخيرة لم يكونوا على لوائح المشتبه فيهم او الذين يمكن ان يجنحوا في اتجاه التطرف. وحديث عن ان غسل الأدمغة يجري بطرق مبتكرة. هذه المرة دقت ساعة القيامة، ومن يلتحق بالتنظيم فهو حتماً وقريباً من أهل الجنة. هذا لا يعني عدم الإغراء والإغواء، بالمال الذي يظل عامل جذب في هذه الظروف المعيشية الصعبة. قلق في الضاحية في هذا الوقت، عاد القلق الى ضاحية بيروت الجنوبية بعد نحو عام ونصف العام من الاسترخاء الأمني. فالأمن العام وبالتنسيق مع شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي أحبط محاولة تفجير بواسطة حزام ناسف في أحد مطاعم الضاحية ساعة الإفطار مساء الاثنين، وتم القبض على جميع أفراد الخلية. والتحقيقات التي جرت فتحت مجدداً ملف المجموعات المتطرفة في مخيم عين الحلوة، إذ تبين ان الشخص الذي نقل الأمر بالتفجير من جهة قيادية في مدينة الرقة السورية موجود في المخيم ومطلوب من استخبارات الجيش اللبناني. وكان قد لوحظ تضارب المعلومات حول وضع مسلحي «داعش» على سفوح السلسلة الشرقية، وتحديداً في جرود بلدات عرسال ورأس بعلبك والقاع. معلومات قالت ان قيادة المسلحين، التي تخوض مواجهات شبه يومية مع مسلحي التنظيمات الاخرى، لاسيما هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً)، عرضت التفاوض من أجل الممر الآمن وبعدما رأت نفسها معزولة كلياً، ومعلومات أخرى تقول ان القيادة نفسها تراهن على انتقال مئات، وربما آلاف، المقاتلين من الرقة الى دمر ومنها الى منطقة القلمون المتداخلة مع الجرود اللبنانية. الجنرال فوتيل ويتردد أن قيادة الجيش بحثت هذا الموضوع مع قائد القيادة الاميركية المركزية الجنرال جوزف فوتيل الذي زار الاثنين على رأس فريق عسكري رفيع المستوى وزارة الدفاع اللبنانية. وكما بات معروفاً فإن الطيران الروسي تصدى لمسلحين من «داعش» حاولوا الانتقال من الرقة الى تدمر، حيث يمكن وعبر البادية التوجه الى أي مكان آخر. وحول ما أشيع عن ان التنظيم يزمع القيام بعملية عسكرية صاعقة تربطه بأحد مخيمات النازحين في محيط بلدة عرسال بحيث يصبح في حالة مواجهة مباشرة مع مواقع الجيش اللبناني، قال مرجع امني لـ القبس إن أي محاولة من هذا القبيل ستكون بمنزلة انتحار. وكان العماد جوزف عون قد أوضح ان الاستراتيجية المعتمدة حالياً هي شل التنظيمات الإرهابية واستنزافها في الجرود، ودائماً من خلال العمليات النوعية والاستباقية، بحيث لا تجد هذه التنظيمات من سبيل سوى الانسحاب من الأراضي اللبنانية دون الحاجة الى الحرب. قانون الانتخاب من جهة أخرى. وبعد أيام من التفاؤل حول إقرار قانون جديد للانتخابات في مدة أقصاها 12 يونيو الجاري، اي قبل اسبوع من نهاية الدورة الاستثنائية للمجلس النيابي، بدأ تبادل التهم بين التيار الوطني الحر وقوى أخرى لاسيما حركة «أمل» حول العرقلة وإعادة الأمور الى نقطة الصفر. وكانت أكثر من جهة قد اتهمت وزير الخارجية ورئيس التيار الحر جبران باسيل بمحاولة اللعب في ربع الساعة الأخير، ومحاولة تهريب بعضاً من طروحاته لجهة تكريس المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في المجلس النيابي بنص دستوري، او لجهة توزيع المقاعد العشرين التي أضيفت بعد اتفاق الطائف، ناهيك عن امور اخرى وبينها ما يتعلق بضوابط طائفية، وانشاء مجلس الشيوخ… غير ان الأجواء لا تشي بامكانية تمرير هذه الأمور باعتبار انها تفتح اكثر من باب في اتجاه إحداث بعض التعديلات على اتفاق الطائف. حيال البلبلة التي حدثت، كانت دعوة رئيس الحكومة سعد الحريري الى اجتماع مساء أمس الثلاثاء ضم باسيل والمعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي الوزير علي حسن خليل والنائب جورج عدوان والمعاون السياسي للأمين العام لـ «حزب الله» حسين الخليل. اكثر من جهة سياسية وصفت الاجتماع بالحاسم فإما السير نحو الدخان الأبيض، أو المجهول، وان بدا الحريري أقرب الى التفاؤل.