×
محافظة المنطقة الشرقية

عام / أمانة الطائف تهيئ الطرق بقرى شفا

صورة الخبر

دخل المعلم الصف وبعد أن حيَّا الطلاب كتب عنواناً وسط السبورة... «مجلس التعاون الخليجي»...اختار المعلم الزاوية اليسرى للصف كي ينطلق منها قائلاً: كما تعلمون يا أحبابي أن «خليجنا واحد»، وهذه ليست عبارة خالية من المعنى بل تحمل داخلها تاريخاً مشتركاً وديناً واحداً وعادات وتقاليد متشابهة وعلاقات لا تنتهي من صلات القرابة والنسب والحس المشترك.- ماذا تقصد بالحس المشترك يا أستاذ؟ أحد الطلاب يسأل...الحس المشترك هو ما تعارف عليه المجتمع الخليجي من حقوق الفرد وواجبات العائلة والعلاقة مع الكيان السياسي واحترام شكله وأثر كل ذلك على المجتمع، فيتكون لديهم الحس المشترك.والآن يا أحباب الله سنستخدم إستراتيجية تدريسية من خلال تقسيمكم لست مجاميع تمثل كل مجموعة فيها دولة خليجية وتقسموا العمل بينكم بحيث يتكلم كل عضو في المجموعة عن تاريخ وفنون كل دولة، إضافة إلى استخدام موقع (جوجل إرث) لتحديد المميزات الجغرافية لدولته، وفي النهاية على كل مجموعة أن تخرج بتوصيات بأشكال التعاون الخليجي المقترح.وما إن بدأ الطلاب بالعمل حتى وقف طالب لطالما كان يقضي من الوقت في وسائل التواصل أكثر مما يقضيه على كتاب مدرسي... رفع يده ولم ينتظر الاذن وقال: «أوقفوا ذلك فوراً!»...شعر المعلم أن الطالب سيلقي قنبلة في الصف الدراسي لن ينجو منها المنهج، أما الطلاب فاستغربوا من هذه العبارة التي صدرت من زميلهم متسائلين في أنفسهم من يقصد؟ولكن قبل حتى أن يبادر المعلم بحركة انتقالية تم تعليمه إياها مسبقاً إذا ما شعر أن خط سير الحصة سينتهي بخط سير قطار يتجه للحائط! بادره الطالب بكشف التسلل قائلاً له:ما نتعلمه هنا وما يزرع فينا عبر المناهج والأغاني والشعارات والمواقف والتصاريح غير ما نراه، إن هذا يضرب الحس المشترك في مقتل يا أستاذ، ونحن الأطفال المراهقين نفهم الأمور بطريقة أخرى.أوقفوا هذا الأمر، لكي لا نصبح مفصومين في خط الدفاع الأخير والوحيد المتبقي لنا كجيل قادم.... فجأة دخل مدير المدرسة والمدير المساعد والموجه ورئيس القسم وأولياء الأمور والاختصاصي النفسي إلى الصف ونظروا للطالب وقد بدت عيونهم حمراء بلون الدم وقالوا بصوت رجل واحد:«الكلام في السياسة ممنوع يا ولد»، ثم تحول الاختصاصي النفسي إلى دراكولا وبرزت منه أنياب واختفى المدير والمدير المساعد، والموجه أدار ظهره وخرج ورئيس القسم تحول إلى دخان ملأ المكان.هكذا كل شيء فجأة بدأ يتغير، رجع المعلم بظهره ليسند على السبورة ولكنها هي أيضاً اختفت وظهر مكانها حفرة في الجدار تذهب بصاحبها لمكان لا يستدل عليه بالخرائط.وقف الطالب أمام دراكولا وجهاً لوجه..وكلما اقترب دراكولا خطوة اقترب الطالب منه خطوتين... حتى تحول المكان لساحة ملعب كبير لا تغطيه الحشائش بل هشتاقات وأسماء مذيعين وكتاب صحافيين وأصحاب حسابات رقمية وروايات وأحزاب وسفينة مختلف بين قياداتها ورموز غير مفهومة.قفز دراكولا على الطالب وغرز أنيابه في قفاه فخر الطالب على ركبتيه وهو يصرخ: أوقفوا هذا العبث فوراً!وانسدلت الستارة على هذا المشهد العبثي الذي كانت خلفيته أولياء أمور الطلاب الذين فضلوا الصمت على الكلام.أوقفوا هذا العبث... أوقفوا هذا العبث فوراً... هكذا كنت أردد وأنا نائم حسب شهادة الشهود ثم استيقظت على مدفع الإفطار لأجد القذيفة خرجت من شاشة التلفاز واستقرت في سفرة طعامي... أكلتها على اعتبارها تمرة... وتعدي.كاتب كويتيmoh1alatwan@