لم يتبدّل المشهد الميداني في محافظة درعا وبقيت هدفاً لعشرات الغارات الجوية والبراميل المتفجرة التي أطلقتها طائرات النظام، في وقت أكدت فيه فصائل معارضة أنه رغم الحشود الكبيرة للميليشيات الإيرانية وسعي الأخيرة لفرض تنازلات في المنطقة الشرقية، فإن هذه الميليشيات عجزت عن تحقيق أي اختراق عسكري.وقالت مصادر معارضة إن «فصائل المعارضة المنضوية في غرفة عمليات (البنيان المرصوص) أفشلت كل الهجمات التي شنّها مقاتلو (حزب الله)، تحت غطاء جوي كثيف». فيما يستعد النظام لخوض معركة كبيرة في الغوطة الشرقية، محاولا عزل مدينة دوما عن الغوطة، وإضعاف «جيش الإسلام» أقوى فصيل معارض في هذه المنطقة.وأفادت تقارير ميدانية بأن الطيران المروحي ألقى الثلاثاء 12 «برميلاً متفجراً» على أحياء درعا البلد ومخيم درعا في درعا وأطرافها، فيما نفذت طائرات حربية غارات على منطقة غرز ودرعا البلد، ترافق ذلك مع سقوط مئات الصواريخ وقذائف المدفعية على هذه المناطق.وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «الاشتباكات العنيفة استمرت بين قوات النظام والميليشيات الموالية من جهة، وبين فصائل المعارضة من جهة أخرى، في محور حي المنشية في درعا». وقال إن «الطائرات الحربية قصفت بلدة النعيمة بريف درعا الشرقي، بينما قصفت قوات النظام بالصواريخ والمدفعية بلدات الحارة وعقربا والمال، ما أسفر عن استشهاد طفل وسقوط عدد من الجرحى، كما استهدفت قوات النظام بلدة آليادودة في شمال غربي مدينة درعا». بينما أكدت غرفة عمليات «البنيان المرصوص» في بيان أن فصائلها «تصدّت لمحاولة قوات الأسد وميليشيا إيران احتلال المناطق المُحَرَّرة في حي المنشية بدرعا البلد، وسط قصف جوي وصاروخي ومدفعي على المدينة وريفها».وتتعدد الأسباب التي تقف وراء تصعيد النظام وحلفائه ضدّ درعا، والدفع بآلاف المقاتلين إلى هذه الجبهة، ورأى أبو أحمد العاصمي، عضو المجلس العسكري في «الجيش الحرّ» في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الإيرانيين بدأوا يشعرون بأنهم فقدوا السيطرة على المنطقة الشرقية، بدءاً من البادية إلى التنف والقائم وصولاً إلى مناطق سيطرة القوات الكردية، وهم يحاولون الآن الضغط على الجبهة الجنوبية، لتحقيق مكاسب وبالتالي فرض مقايضة مع الأميركيين، والحصول على تنازلات على الحدود الشرقية مع العراق»، لافتاً إلى أن الإيرانيين «يعرفون حساسية الجبهة الجنوبية، التي يوجد على حدودها حلفاء واشنطن، مثل الأردن وإسرائيل، وبعض فصائل المعارضة الذين دربهم الجيش الأميركي، ويريدون عبر ضغطهم هذا الحصول على تنازلات في المناطق المتاخمة للحدود مع العراق».ورفعت فصائل المعارضة من جهوزيتها لمواجهة الهجوم المحتمل، وأعلنت فرقة «عمود حوران» التابعة لـ«الجيش السوري» النفير العامّ لصد هجوم قوات الأسد والميليشيات المساندة لها على مدينة درعا، لإفشال حملتهم العسكرية المستمرة لليوم الرابع على التوالي. وطالبت الفرقة المنضوية في «الجبهة الجنوبية» في بيانٍ لها التشكيلات العسكرية في درعا والقنيطرة بـ«إعلان النفير العامّ لصد عدوان الأسد ومخططاته»، مناشدة المشايخ والعلماء العمل على «حشد الرجال القادرين على حمل السلاح، للتصدي للحشود التي استقدمت في الساعات الماضية للهجوم على المدينة».وكانت فصائل من الجيش السوري الحر العاملة في درعا وريفها، شكَّلت الأحد الماضي، غرفة عمليات «رص الصفوف»، بهدف التصدي لمحاولة قوات النظام والميليشيات الموالية له إعادة احتلال المناطق المُحَرَّرة.ولم تسلم الغوطة الشرقية من التصعيد أيضاً، حيث قصفت قوات النظام مدينة حرستا بالمدفعية الثقيلة، بالتزامن مع حشود عسكرية، استعداداً لهجوم واسع يراد منه عزل مدينة دوما عن باقي مناطق الغوطة، لكن عضو «مجلس الثورة» في ريف دمشق إسماعيل الداراني أوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الحشود والتعزيزات موجودة على جبهات الغوطة باستمرار»، ولفت إلى أن «النظام حقق تقدماً طفيفاً عبر محور تل كردي بسبب بعض الثغرات فيه».