×
محافظة المنطقة الشرقية

وجهة نظر: أزمة قطر..الشباب الطائش في الخليج يلعب بالنار

صورة الخبر

يعتبر اليوم الأول من شهر يونيو هو اليوم العالمي للوالدين. ومنذ 2012م اعتبرت الجمعية العامة للأمم المتحدة أنه يوم عالمي لهما. وهو من أجل الآباء والأمهات الذين ضحوا بنكران أنفسهم وذواتهم من أجل إسعاد أطفالهم. إن بر الوالدين مسألة فطرية قبل كل شيء، ولكن للأسف في بعض المجتمعات لا يخلو من عقوق صارخ وجاحد لهما. إن برهما واحترامهما أيضا مسألة أخلاقية ودينية. وموقف ديننا الحنيف منها واضح جدا وصريح، حيث قال سبحانه وتعالى: «وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا». وجاء في الحديث عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: «الصلاة على وقتها»، قلت: ثم أي؟ قال: «بر الوالدين». ودعونا نتفق أن الأب والأم هما عماد الأسرة بلا ريب، والأسرة هي المكون الأساسي والقلب النابض للمجتمع، واستقرارها استقرار للمجتمع والعكس صحيح. ولا بد لي أن أحدثكم عن لمسات حانية لبر الوالدين وبلمحات سريعة لعلها تحرك مشاعرنا الراكدة. قال عثمان بن عفان- رضي الله عنه-: ما قدرت أن أتأمل أمي منذ أسلمت. وروي عن علي بن الحسين- رضي الله عنهما- أنه كان يخشى أن يأكل مع أمه على مائدة واحدة، ولما سئل عن ذلك قال: «أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها، فأكون قد عققتُها». وقال عروة بن الزبير: «ما بر والده من شد الطرف إليه». إن معظم الناس يعتقدون أن أسلوب الحياة الحديثة قد أثر على تلك العلاقة السامية، وقد يكون ذلك صحيحا لكنه ليس عذرا مقبولا أبدا. ومن تلك الأمور المؤثرة وسائل التواصل الاجتماعي، الجوال، الألعاب الإلكترونية، فكلها لها دور سلبي على العلاقة العاطفية والطبيعية بين الأبناء والآباء. فالأبناء (خصوصا المراهقين منهم) على استعداد لقضاء ساعات متواصلة للتحدث بصراحة تامة مع الغرباء على مواقع التواصل الاجتماعي بينما في المقابل العلاقة بين الآباء والأبناء سطحية أو شبه معدومة. وربما نذكر الوالدين أيضا بمناسبة هذا اليوم أنهما الصمام العاطفي للأسرة، وحين يحدث الانفصال الأسري أو التفرق أو الشقاق تبدأ الآثار النفسية بالظهور وقد تبقى متغلغلة في النفس لفترة طويلة. ومن المضحك والمبكي أن المستفيد بينهما محامي الطلاق والطبيب النفسي، فهما أكثر وظيفتين ربحتا في بعض الدول! وعودا على بدء، فإن مفهوم البر لهما يمتد حتى بعد وفاتهما لأنه ارتباط عاطفي أبدي، يقول عنه ابن الجوزي في أبيات تلامس شغاف القلوب، وتحرك حنين الفقد: زُر والِديك وقِف على قبريهما فكأنني بك قد نُقلت إليهما لو كنت حيث هما وكانا بالبقا زاراك حبوا لا على قدميهما إن النظرة والحركة فضلا عن الابتسامة والكلمة لها تأثير السحر الدافئ عليهما، أفلا يستحقان ذلك منا؟!