بيروت: هناء توبي بعد النجاح الذي حققه من خلال برنامجيه الرمضانيين عبر شاشة «mtv»، «أنت قدها» و«حزورة رمضان»، يضرب المقدم اللبناني محمد قيس موعداً جديداً مع محبيه ومتابعيه على الشاشة نفسها، وتجول كاميرا برنامجه الجديد «تركا علينا» في شوارع لبنان بحثاً عن قصص مشوقة ضمن قالب ترفيهي إنساني. يقول محمد قيس: إن البرنامج حقيقي من قلب المجتمع اللبناني، ومن وجع الناس الذين يكدّون في العمل لتحقيق لقمة العيش، وهو نسخة محلية تجمع بين تلفزيون الواقع والعمل الإنساني.يتابع قيس: نزلت إلى الشوارع، جالت الكاميرات في كل المناطق اللبنانية لتصوير حلقات تتألف كل واحدة منها من قسمين الأول ألتقي فيه لبنانياً، أدخل إلى منزله وأتعرف إلى مهنته، ويجب أن تكون مرتبطة بالسيارة. أما القسم الثاني فأشبه بكاميرا خفية حيث تتعطل السيارة ليكتشف صاحبها لاحقاً أنها ستُعاد إليه أفضل مما كانت، وكأن الحلم يتحول إلى حقيقة في مغامرات يعيشها ضيوف العمل والمشاهد ليتبين أن التفاعل كامل والقصة أكبر من قصة سيارة.يعتبر قيس أن انتقاله من برامج الألعاب والتسلية إلى برامج الواقع والإنسانية جاء في محلّه، ويقول: بعد إطلالاتي الرمضانية في «أنت قدّها» و«حزورة رمضان» بمواسمه الخمسة شعرت أنني بحاجة للإطلالة بعمل متجدد، يختلف عما قدمته، ويحقق التفاعل الحقيقي مع الناس، نزلت إلى الشارع، جبتُ في شوارع بيروت، وتحديت نفسي لأغطي في قصصي أكبر عدد ممكن من المناطق والقصص المؤثرة.ويضيف: رغم أن كل مرحلة لها جماليتها وأعيشها بحب وأعطيها من كل قلبي، وأسعد في نجاح كل برامجي الرمضانية وغيرها، إلاّ أن «تركا علينا» أخذ من وقتي وجهدي الكثير، باشرت العمل عليه والتحضير له منذ نحو ستة أشهر وها أنا أُتابع التصوير حتى آخر الشهر الفضيل، وأتمنى أن يحقق هدفه الترفيهي والإنساني.وعن تشابه برنامجه مع غيره من البرامج الرمضانية، بخاصة «الصدمة»، يقول قيس: هدف «الصدمة» توعية الناس وحث المجتمع العربي على دعم المبادئ والقيم الإنسانية، أما هدف «تركا علينا» فهو مساعدة الناس لتحسين سبل عيشهم وتطويرها، والاستماع إلى مشاكل بعض العائلات اللبنانية كنموذج للمجتمع المحلي. ربما نجد تشابهاً لجهة حث المشاهد ليكون إنسانياً قريباً من ذاته وروحانياته، قادراً على التسامي والتسامح.وحول حرصه على إدخال الفرحة إلى قلوب «ضحايا» برنامجه، يعتبر أن «هؤلاء الضحايا هم أبطال في الحياة، يتعبون كثيراً لتحقيق لقمة العيش، ورغم اهتراء سيارات بعضهم إلاّ أنهم «يعشقونها» لأنها مصدر رزق العائلة، وأحرص على مساعدتهم قدر المستطاع لإدخال الفرحة إلى قلوبهم.حول استعداد محطاتنا لخوض غمار تلفزيون الواقع، يقول قيس: ما نقدمه جيد، ويحظى بنسبة مشاهدة عالية، لكن عالمياً يحظى تلفزيون الواقع بدعم أكبر، وتخصص الشاشات الأجنبية تدريبات على كيفية خوض غماره. ويتابع: بالنسبة لي جاء قرار خوض التجربة من الواقع نفسه، ومن قلب الحياة التي يعيشها الناس، وليس من قلب حياة النجوم والمشاهير وقصورهم وأسفارهم، من هنا اختبرت نفسي وثقة الناس بي، دخلت بيوتهم وتحدثت معهم عن خصوصياتهم وأسرارهم وبرهنت على أن كل إنسان قادر على التمييز بين من يريد أن يقدم عملاً إنسانياً خالصاً، ومن يريد أن يروّج لنفسه وعمله ولو بطريقة لا أخلاقية، وأسعدتني كثيراً ثقة الناس بي ومبادلتهم محبتي واهتمامي.حول تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، يقول مقدم «تركا علينا»: الناس تتفاعل مع أدق التفاصيل، والبرنامج يحظى بصدى إيجابي كبير جداً وبالأولوية عبر «تويتر» ومنذ حلقة العم طانيوس وزيارة الفنانة سميرة توفيق التي تجاوبت معنا بشفافية كبيرة لتحقيق حلمها بزيارتها وإسعاد قلبها، والناس تعيش القصص معنا بتفاعل كبير، وأعد الجمهور بحلقة استثنائية جداً، ستكون «قصة كبيرة» و«تهز» الرأي العام وتحرك وجدان الناس.عن سبب نجاحه في برامجه الرمضانية، يؤكد قيس أن برامجه خارج الإطار الرمضاني أيضاً ناجحة بخاصة «اسألوا مرتي»، لكن البرامج الرمضانية تحظى بنسبة مشاهدة عالية حيث يكون الجمهور على موعد مع الشاشة في هذا الشهر الفضيل، و«تركا علينا» نجح لأنه صادق ومحلي.وحول معيار التصنيف الأعلى لاعتبار برنامجه الأول، يعتبر أنه يقدم المضمون الجيد ويعتمد الحيادية والذكاء وسرعة البديهة، ولا يضع نفسه في مواقف لا تنسجم مع الصورة التي رسمها لنفسه. ويقول: يبدو أن الناس تقدّر جهودي وتحب برامجي ولولا ذلك ما كنت أستمر عاماً إثر عام بتقديم الأفضل.وحول زجّ المحطات للإعلامي بمهاترات تهدف لتسلية الناس وتسليط الأضواء عليه، يؤكد أنه بعيد تماماً عن هذه المهاترات، والمحطات التي تعامل معها لم تضعه في هكذا مواقف، كما أنه يرفض زج اسمه فيما لا يليق له.