×
محافظة المنطقة الشرقية

السعودية ومصر والامارات والبحرين تعلن عن لائحة للارهاب مرتبطة بقطر

صورة الخبر

تصل الحاجة أم أحمد إلى محل "تياب العيد" في العاصمة اللبنانية بيروت، وتسأل الواقفين أمامه ما إذا كان يقدم الثياب المجانية.تقول أم أحمد إنّها سمعت عن المبادرة التي أطلقتها الصحافية شيرين قباني لتوزيع الملابس على المحتاجين في عيد الفطر من جيرانها بالحي الشعبي الذي تسكن فيه بتخوم العاصمة. السيدة الستينية تعمل في تنظيف المنازل لتعيل عائلتها. وتقول لإحدى المتطوعات إنها لا تريد أي شيء لنفسها لكن ترغب بقطعة ملابس لحفيدتها لتفرح بالعيد. فابنتها تعيش ظروفا مشابهة من الفقر والعوز. ورغم أن يوم التسجيل للملابس هو السبت والسيدة وصلت اليوم الخميس فإن شيرين قباني صاحبة المشروع والمتطوعات معها يقررن منحها الملابس في اليوم عينه، لتجنيبها مشقة العودة في يوم آخر.  تدخل السيدة المتجر الصغير وتخرج بعد ربع ساعة بكيسين من الثياب والبسمة على محياها، وهي تدعو للقائمين على المشروع بالتوفيق لمساعدتها ومنحها ملابس لها وحفيدتها الصغيرة. الحاجة أم أحمد واحدة ممن يأتون يوميا لمحل الملابس المجانية في أحد أحياء بيروت الشعبية الذين يعانون ظروفا صعبة إلى جانب جزء منهم من اللاجئين السوريين في لبنان. وأول ما يصل هؤلاء يسألون مباشرة: هل هنا التوزيع المجاني للثياب؟ لتجيب شيرين بأنّه يمكنهم انتقاء ما يحلو لهم من الثياب. وهذا ما يجعل هذه المبادرة مختلفة عن غيرها.شيرين قباني أطلقت فكرتها عبر فيسبوك (الجزيرة) الفكرةوأرادت شيرين أن يأتي إلى مشروعها المحتاجون لينتقوا ملابس لهم من دون الحرج الذي يرافق عمليات توزيع الثياب التي تقوم بها الجمعيات الخيرية عادة في شهر رمضان. وتقول للجزيرة إن الفكرة أتت إليها بعد أن ضاقت خزانتها بثيابها وتفكيرها الدائم بحاجتها للمزيد من الثياب. وشعرت في أحد الأيام أن خزانتها مليئة وغيرها لا يملك ما يكسوه فقررت أن تتبرع بما فاض لديها من ثياب لفتيات في عمرها. بدأت شيرين بالذهاب إلى الأحياء الشعبية وتوزيع الملابس. ثم طلبت من متابعيها على فيسبوك التبرع بما لديهم، وعرضت أن تمر هي عليهم لأخذ التبرعات وتوزيعها. لم تكن وقتها تدرك أنّ الفكرة ستلقى رواجا كبيرا وسرعان ما امتلأ صالون منزل أهلها بالأكياس. قررت حينئذ البحث عن حل تمثل في استئجار محل صغير في بيروت لوضع الثياب فيه وعرضها ليأتي المحتاجون ويختاروا منها. عندها تبرعت إحدى الشركات الخاصة بإيجار المتجر لفترة أربعة أشهر كما تبرع بعض المواطنين بتركيب مكيف للمحل وإحدى المصابغ بتنظيف الملابس وكيها ووضعها في أكياس بسعر منخفض جداً، تمهيدا لعرضها في المحل. تقول شيرين إن هدفها حين افتتحت المحل كان جمع ألف قطعة ثياب لكنه يحتوي اليوم على سبعة آلاف قطعة إلى جانب أربعة آلاف في مخزن قريب. متطوعونوتبتسم شيرين حين تتحدث عن المتطوعين الذين لا تعرفهم وأتوا بعد إطلاقها نداء لمتابعيها على فيسبوك للمساعدة في فرز الثياب وترتيبها. وتقول إنهم أصبحوا أصدقاءها ولولاهم لما استطاعت القيام بكل هذا العمل وحدها. وتأمل أن تتمكن من تمديد عمل المحل إلى ما بعد الأشهر الأربعة المقررة الآن، وتحويله إلى محل موسمي بمعنى أن تكون بضائعه خاصة بالأعياد والمناسبات، وأن يضم ثيابا مدرسية وكتبا وقرطاسية مع بدء العام الدراسي، وألعابا في عيد الميلاد، وثيابا وألعابا في عيدي الأضحى والفطر.