إعداد:بنيامين زرزورتجاوزت مؤشرات الأسهم العالمية مرحلة الترقب، التي سادت طوال أيام الأسبوع لتستعيد زخمها وتستأنف المكاسب، يوم الجمعة، بعد زوال مبررات القلق الثلاثة؛ لكنها حافظت على اللون الأحمر عدا شنجهاي وداو جونز. سادت أيام التداول الأربعة، حتى الخميس، حالة من التوجس بانتظار ما تسفر عنه جلسة الاستماع، التي حضرها رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي المقال جيمس كومي، التي كان يخشى أن تكشف عن مفاجآت باتهام ترامب بعرقلة العدالة وهو ما لم يحدث. كما سادت حالة ترقب لما قد يسفر عن اجتماع مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي لجهة تقليص برنامج التيسير الكمي؛ لكن نتائج الاجتماع كانت «حمائمية» أكثر مما كان يعتقد؛ حيث أشار البيان الذي صدر عن البنك، الخميس، إلى استعداد البنك لضخ المزيد من الدعم إذا تطلبت ظروف الاقتصاد، الذي أبدى الكثير من دلائل الانتعاش، تدخلاً عاجلاً. أما الانتخابات البرلمانية البريطانية فقد خيبت آمال تيريزا ماي في تحقيق الأغلبية المنشودة، لكن الأسواق تجاهلتها بانتظار تشكيل حكومة جديدة عبر التحالف مع قوى سياسية أخرى.ورغم الهزة التي تعرضت لها شركات التقنية الرئيسية بعد موجة بيع طارئة نقل فيها المستثمرون حيازاتهم إلى قطاعي الخدمات المالية والطاقة، سجلت مؤشرات الأسهم الأمريكية، الجمعة، جولة جديدة من المكاسب بينما تخلصت الأسهم الأوروبية من جولة خسائر سابقة في حين استعاد مؤشر نيكاي الياباني زخمه الذي مكنه من اختراق حاجز 20 ألف نقطة.وتصدر مؤشر شنجهاي المركب قائمة الأداء الأسبوعي للمؤشرات الرئيسية العالمية مضيفاً 1.7% إلى مكاسبه لينهي الأسبوع عند 3158.40 نقطة وشاركه في اللون الأخضر مؤشر داو جونز الذي حقق مكاسب أسبوعية بنسبة0.31% لينهي على 21271.97 نقطة. أما باقي المؤشرات فلم تسعفها مكاسب الجمعة في التحول من الأحمر إلى الأخضر في أدائها الأسبوعي. وتصدر مؤشر ناسداك قائمة الخاسرين عندما أغلق على خسارة بنسبة 1.55% منهياً الأسبوع عند 6207.92 نقطة. وتراوحت خسائر باقي المؤشرات حول نصف في المئة وأقل.وتراجع مؤشر قياس تذبذب المؤشرات الأمريكية المعروف باسم«سي بي أو إكس» بنسبة 7.2% مستقراً عند 9.44 نقطة وهو أدنى مستوى يبلغه منذ عشرين عاماً. من جانبه تابع مؤشر قياس قيمة الدولار أمام العملات الرئيسية ابتعاده عن أدنى مستوى بلغه منذ سبعة أشهر عندما سجل 96.51 نقطة في بداية الأسبوع الماضي، ليبلغ يوم الجمعة 97.37 نقطة مضيفاً 0.5% في آخر جولة تداول ويعكس مدى تراجع الجنيه الاسترليني واليورو الذي فقد 0.2% خلال الأسبوع ليصل إلى مستوى 1.1188 دولار. وتعرضت العملة الموحدة لضغوط كبيرة، يوم الخميس، بعد انتهاء اجتماع البنك المركزي الأوروبي الذي أعطى قوى السوق انطباعاً بمزيد من المرونة حيال موقفه من المؤشرات الإيجابية التي أبداها الاقتصاد الأوروبي مؤخراً، التي عززت الرهانات على سحب جزء من برنامج شراء السندات الذي ينفذه البنك.وحافظ الجنيه الاسترليني على ثباته أمام الدولار على الرغم من نتائج الانتخابات المخيبة للآمال؛ حيث أنهى الأسبوع عند 1.274 دولار فاقداً 1.6% لكنه انتهى إلى وضع أفضل مما كان عليه بداية الأسبوع عندما تراجع إلى 1.263 دولار.وتمكنت سندات الخزانة الأمريكية من النأي بنفسها عن مجريات الأحداث السياسية؛ حيث تمكنت فئة السنوات العشر من تحقيق بعض المكاسب في معدلات العائد عليها؛ لكنها لم تتجاوز نقطتين على مدار الأسبوع ليغلق العائد عند 2.22% في حين كسب العائد على نظيرتها الألمانية نقطة واحدة ليرتفع إلى 0.27%.ولم يستطع الذهب الإفلات من ضغوط معادلات السوق خاصة مكاسب السندات ما أفقد الأونصة أحد عشر دولاراً لتستقر على 1267 دولاراً بعد أن بلغ سعرها أعلى مستوى له في سبعة أشهر مطلع الأسبوع مسجلاً 1296 دولاراً.وتراجع سعر برميل النفط إلى أدنى مستوى له على خلفية أنباء عن ارتفاع في المخزونات الأمريكية وتآكل تأثير اتفاقية خفض الإنتاج التي أقرتها منظمة أوبك. وكان قد أضاف يوم الأربعاء إلى خسائره الأسبوعية 4%؛ لكنه شهد ارتداداً لافتاً، يوم الجمعة، معوضاً 1.2% ليستقر سعر برميل برنت عند 48.42 دولار.