أرى أن الطفل في الكويت لا يحظى بالاهتمام المطلوب، فيما يخص الثقافة والمعرفة والقراءة وغيرها.فلو تحدثنا عن المهرجانات سواء كانت فنية أم ثقافية، والتي تقام من أجل الطفل ربما لا تكاد تزيد عن 3 مهرجانات- قد تكون أقل أو أكثر- فحسب متابعتي هناك مهرجان يقيمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الصيف يستمر عددا من الأيام وهو «صيف ثقافي»، وتقام فيه بعض الأنشطة التي تهم الأطفال والناشئة، وتنظم ورشا فنية ودورات تدريبية وخلافه، لكن الذي ألاحظه في هذا المهرجان قلة الدعاية وعدم التمهيد له قبل انطلاقه بفترة مما يجعل الإقبال عليه ليس بكثير.ثم هناك معرض تشكيلي باسم الفنان الراحل خليفة القطان، يشارك فيه الناشئة والأطفال بأعمالهم الفنية، وتقام على هامش المعرض مسابقة لاختيار أفضل الأعمال لتنال الجوائز.إلى جانب الاهتمام بالطفل في معرض الكويت الدولي للكتاب من خلال تخصيص قاعة تتم فيها إقامة مختلف الأنشطة التي تهم الطفل، وعرض الكتب وإقامة أمسيات للقراءة وغير ذلك من الفعاليات التي تهم هذه الشريحة من المجتمع وهي شريحة الأطفال والناشئة.كما أن هناك بعض الفعاليات الفنية التي تقام هنا وهناك، من خلال المسرح والسينما ومهرجان جيل المستقبل وغيرها، وهي فعاليات يقيمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، بالإضافة إلى تنظيم مسابقات في الشعر والقصة، ومع ذلك أرى أن هذه الأنشطة غير كافية، لأن تؤسس لنا جيل من الشباب القادر على تحمل المسؤولية والتفاني في خدمة الوطن.نعم هذه الأنشطة أراها في مجملها تحصيل حاصل، فأمنياتنا أكبر من ذلك بكثير، أمنياتنا أن نرى الأنشطة الثقافية على مدار العام، فلا تتوقف ولا تنتظر موسما ثقافيا، كما أتمنى أن تصل هذه الأنشطة المستمرة لأكبر عدد من الأطفال والناشئة، وذلك بالدعاية، وزيارة المدارس وخلافه، وهي أمور من الممكن أن تتعاون فيها كافة وزارات الدولة وليس وزارة الإعلام التي يمثلها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، فكافة مؤسسات الدولة مطالبة بأن تساهم في بناء وتبني مشروع تثقيفي يهتم بشريحة الأطفال والناشئة.فهناك الكثير من التجارب الناجحة في بعض دول العالم من الممكن الاستفادة منها وتطبيقها في الكويت، بل هناك تجارب خليجية ناجحة أيضا كما في الإمارات، تحتاج أن نطلع عليها والاستفادة منها خصوصا في مجالا القراءة والمعرفة.وفي الكويت استعداد واضح لتأسيس مشاريع تهتم بثقافة الكويت، ولكن لا توجد قنوات مشجعة لهذه المشاريع، ومن ثم تظل الفعاليات والأنشطة التي تستهدف الاجيال الواعدة عندنا في الكويت قليلة، وتحتاج إلى إعادة النظر فيها لتطويرها والاعتناء بها أكثر، فنحن نتعامل مع المستقبل والوعد والأمل، نحن نتعامل مع أطفال الكويت الذين يمثلون شريحة كبيرة في المجتمع، ومن ثم علينا أن نفكر في كافة المشاريع التي تستهدفهم وتنمي قدراتهم الثقافية والفنية والأدبية.* كاتب وأكاديمي في جامعة الكويتalsowaifan@yahoo.com