أمستردام - قالت محكمة جرائم حرب تابعة للأمم المتحدة في لاهاي بهولندا الخميس إن تركيا حكمت بالسجن على قاض بالمحكمة لمدة سبع سنوات وستة أشهر في اتهامات بالانضمام إلى "تنظيم إرهابي". والقاضي ايدين أكاي محتجز منذ سبتمبر أيلول ضمن عشرات الألوف من المسؤولين الأتراك الذين اعتقلوا في حملة أمنية على أفراد ومؤسسات بعد محاولة انقلاب فاشلة. وقالت المحكمة في بيان إن ما تقوم به تركيا ينتهك القانون الدولي وإن أكاي يتمتع بحصانة دبلوماسية. وفي الأثناء خرج عدة آلاف في مسيرة بالعاصمة التركية أنقرة الخميس احتجاجا على الحكم بسجن نائب معارض 25 عاما لإدانته بالتجسس. وقضت محكمة الأربعاء بسجن النائب أنيس بربر أوغلو الذي ينتمي لحزب الشعب الجمهوري المعارض بعدما أمد صحيفة معارضة بمقطع فيديو يزعم أنه يظهر جهاز المخابرات التركي وهو يرسل أسلحة إلى سوريا. وبربر أوغلو هو أول نائب من الحزب المعارض يحكم عليه بالسجن منذ بدء حملة الحكومة التي أعقبت الانقلاب الفاشل العام الماضي. وسجنت السلطات أكثر من 50 ألفا كما فصلت أو أوقفت عن العمل أكثر من 150 ألفا آخرين بعد محاولة الانقلاب في الخامس عشر من يوليو تموز. ووصف كمال قليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري قرار المحكمة بأنه غير قانوني وله دوافع سياسية. وبدأت الخميس مسيرة لمسافة 425 كيلومترا هي المسافة بين أنقرة وسجن اسطنبول الذي ينزل به بربر أوغلو. وقال مسؤولو الحزب إن زعيمه البالغ من العمر 68 عاما ربما يستغرق نحو 20 يوما في قطع هذه المسافة سيرا على الأقدام. وقالت نوران وهي معلمة متقاعدة مشاركة في المسيرة "إردوغان يلوح متوعدا أي شخص يعارضه". وأضافت "الهدف من الاعتقال هو توجيه رسالة لكننا لسنا خائفين. سنظل نقاوم حتى يسجنوا كل واحد منا". وكانت نوران ضمن الحشود التي اجتمعت في متنزه بوسط أنقرة انطلقت منه المسيرة بقيادة قليجدار أوغلو. ورفع كثيرون لافتات ولوحوا بأعلام تركية وارتدوا قمصانا كتب عليها كلمة "العدالة". ورفع آخرون صورا لمؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك. وفرضت الشرطة إجراءات أمنية مشددة في موقع الاحتجاج صباح الخميس. وقال قليجدار أوغلو للصحفيين قبل توجهه للمتنزه "مسيرتنا ستستمر حتى يسود العدل في هذا البلد".