تحدّث داود الشريان في مقابلة إعلامية أخيرا عن موقف مع والدته أيقظ الكثير من الذكريات في نفسي، وبالأخص ذكرياتي مع والدتي، رحمة الله عليها، ومشهد انتظار والدته له على درج البيت عند تأخّره عن العودة إلى المنزل حدث معي شخصيا، عندما كنت صغيرا وكأني أراه أمامي الآن، ما يجمع بين المشهدين هو وجود ام يكتنز في قلبها العطف والحنان لولدها الشاهد والعبرة من رواية داود الشريان في كيفية معالجة الأم لرسوبه في المدرسة وحرصها على تحصيله العلمي. خشى داود من مواجهة والدته بالنتيجة، ولكن والدته تعاملت مع الموقف بحكمة وهدوء يستحق ان يدرس في كتب علم النفس التربوي، لم تعاقب ولم تضرب ولم تصرخ، كل ما فعلته انها ربطت رأسها وأقسمت انها لن تزيل هذه الربطة إلا بعد نجاحه في الدور الثاني، فهي هنا استنهضت حب ابنها لها وخوفه عليها من دون أن تجرحه أو تهدم كيانه، موقف يبين حب الأم وحنانها، والحرص على مصلحة ابنها في آن واحد. الأم شيء كبير، لأن المهام الملقاة عليها عظيمة، فعن معاوية السلمي – رضي الله عنه – قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك، أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة. قال: ويحك، أحية أمك؟ قلت: نعم يا رسول الله، قال: ويحك الزم رجلها فثم الجنة. (صححه الألباني) * نقطة ضوء:«الأم لا تعوَّض» جملة تكتب بالدموع لمن فقد أمه. أحمد عبدالعزيز الغريب