×
محافظة المنطقة الشرقية

المملكة والإمارات والبحرين لمفوض حقوق الإنسان: قطع العلاقات مع قطر حق سيادي

صورة الخبر

أغرمت مريم المنصوري، بالطعام التراثي، عندما تذوقته أول مرة عند الجدة «يدوه»، وعشقته على طريقة أمها التي كانت تضيف له بعض النكهات، وعندما كبرت احترفت طهي الأطباق التراثية بأسلوب جديد عصري، يجمع بين الحنين إلى الماضي والشكل الحديث، ولاقت وصفاتها إقبالاً كبيراً من الأهل والصديقات، الأمر الذي شجعها على تحويل هوايتها إلى محل تجاري تحت اسم «جامي يدوه»، لإعادة تعريف الناس بالأطباق التراثية بصورة جديدة، وتوفيرها لعشاقها بصورة جديدة. وروت المنصوري قصة تأسيس «جامي يدوه» لـ«الإمارات اليوم»، قائلة إنها من محبي الوجبات التراثية خصوصاً الجامي، عشقت هذه الوجبة من يدي والدتها منذ الصغر، وتعلمت وصفتها منها وبدأت تجربة صنعها أكثر من مرة، وأدخلت عليها لمساتها الخاصة، وكانت تحرص على إعداد جامي في المناسبات العائلية، ولصديقاتها ومعارفها، وكانت تسعدها كلمات الثناء على النكهة المميزة. وأوضحت: «تعلمت أكثر من وصفة لوجبات تراثية، مثل الجامي والبثيثة والساقو، خصوصاً أنها غير موجودة في أغلب المطاعم والمحال المتخصصة بالأغذية، ومن يرغب في تناول هذه الوجبات يعدها بنفسه في المنزل»، مضيفة أنها فوجئت بإلحاح الأهل والصديقات على طلب الأطباق التراثية التي تعدها، وكانت تجني كلمات الثناء والمديح من الجميع، خصوصاً أنها معدة بوصفة مستحدثة وبنكهات متنوعة. جودة فائقة أفادت صاحبة محل «جامي يدوه»، مريم المنصوري، بأنها لم ترد تقديم أي وجبات إلا بجودة فائقة، وتكون راضية عنها بشكل كامل، حتى إن زوجها كان يتندر عليها، كونها تحب الدقة في عملها، وأن يكون إعداد الوجبات تحت إشرافها الخاص، مشيرة إلى أنها أوضحت وجهات نظرها التي تركز على تقديم منتجات تليق بها، وترضي الناس في الوقت ذاته. «يدوه» قالت صاحبة محل «جامي يدوه»، مريم المنصوري، إنها اختارت اسم المحل بعد أن لاحظت أن أبناءها كانوا يقارنون دائماً بين الوجبات التي تحضرها، والوجبات التي تقدمها والدتها، وكانوا يقولون «أنت لا تعدين الجامي كما تعودنا عليها من يدي الجدة (يدوه)». وأوضحت أن «الأمر يتكرر في كل الأسر، وبالفعل الجميع يحنّ إلى ما تعده الجدة (يدوه)، ولمساتها الخاصة التي لم نعد نجدها، لذا ركزت على هذا الجانب، كما أنها اختارت شعاراً خاصاً للجدة التي تقدم (الجامي) في طبق صغير، والذي عملت عليه لمدة ستة أشهر». وأضافت المنصوري «نصحتني شقيقاتي وصديقاتي بافتتاح مشروع لتقديم الأطباق التراثية خصوصاً الجامي، الذي أضفت عليه لمساتي الخاصة، من أجل الحفاظ على الوجبات التراثية وتقديمها بشكل مبتكر»، موضحة أنها بدأت تفكر في الأطباق التي ترغب في تقديمها وكيفية تطويرها بشكل عصري. وتابعت: «فكرت بالأمر لمدة عام كامل، ولم أرد الاستعجال في افتتاح المشروع، حتى أدخل سوق الأعمال بثقة كاملة في المنتج الذي أعده، لذا بدأت في عمل وجبات تراثية بلمسات عصرية وحرصت على معرفة ردود أفعال أسرتي ومعارفي على هذه الوصفات، وكيف يمكن تطويرها»، مضيفة أنهم أحبوا أغلب الوصفات، ونصحوها بافتتاح المشروع بوصفة «الجامي». وأشارت إلى أنها تخوّفت من الفكرة، إذ إن الوجبات التراثية لا تلقى الإقبال الكبير، خصوصاً أن كل أسر لديها وصفاتها الخاصة، وتعدها في المناسبات بنفسها، وقد لا تتجه إلى المطاعم أو المحال التي تبيعها، لكن أسرتها شجعتها وبدأت بدراسة المشروع من كل الجوانب، وإعادة تعريف الأشخاص بالأكلات التراثية التي أصبحت حكراً على مطاعم معينة. وأوضحت: «بحثت في دبي عن أفضل موقع لافتتاح مشروعي الصغير، وأخيراً قررت افتتاح المحل في أحد أسواق المزهر، وخططت للبدء بوصفتي (الجامي والبثيثة)، وبعد أن حصلت على الموافقات افتتحت المشروع في الأول من يناير العام الماضي». وأكملت المنصوري أن «افتتاح المحل صادف يوم جمعة، وأعتقدت أن الإقبال سيكون خفيفاً، لكنني فوجئت بإقبال كبير خلال اليوم الأول، حتى إنني لم أتمكن من تلبية جميع الطلبات في ذلك اليوم». وأضافت أن الانطباعات التي حصلت عليها من الزبائن، كانت إيجابية، وأكد معظمهم أنهم أحبوا مذاق «الجامي» بهذه الطريقة، كما أنها تلقت ملاحظات من الزبائن فبعضهم أعطاها ملاحظات عن كمية الملح في الجامي، وآخرون عن طريقة وقوام الوجبة. ولفتت إلى أنها لم ترد أن تغير وصفاتها، إذ إن التغيير قد يعني خسارة ما يميزها في السوق، لذا ركزت على إعداد الوصفات بطريقتها الخاصة، وبدأت تعرض منتجاتها بحجم واحد، كونها تعتمد على شكل معين في التقديم، ولم ترد أن تغامر، في تغيير شكلها النهائي قبل أن تكوّن علاقات وطيدة مع زبائنها. وذكرت المنصوري أنها واجهت عدداً من التحديات، أولها أنها لم تكن تعرف أي المصادر أفضل لتحصل على المنتجات الأولية، خصوصاً أنها جديدة في السوق، وكان لابد لها من دراسة الشركات المزودة للأطعمة الخام، حتى تستطيع إعداد أطعمتها بجودة عالية. وأضافت أنها لم تفكر في الربح المالي خلال الفترة الأولى، بل فكرت في كيفية تحقيق النجاح، موضحة أن عدم تحقيق أرباح لم يعنِ الخروج من السوق، بل إن العمل بجد أكبر وإدخال منتجات أخرى إلى المحل مثل السمن العربي، والقهوة العربية. وأشارت إلى أنها تخطط للتوسع في عملها مستقبلاً، وافتتاح محال جديدة على مستوى الإمارات، إضافة إلى افتتاح محل متنقل أو حافلة للأطعمة «فوود ترك»، بحيث تستطيع جعل منتجاتها بالقرب من الزبائن عشاق الوجبات التراثية. وأوضحت أن التحدي الآخر، كان التوفيق بين عملها في جهة حكومية، والاعتناء بأسرتها وأطفالها، والتركيز في مشروعها الذي أكمل عاماً ونصف العام، كما أنها لم ترد أن تدخل في شراكات مع أي شخص، كي تتمكن من التركيز على أدائها في المشروع والوصفات بصورة مثلى.