×
محافظة حائل

حالة الطقس المتوقعة اليوم السبت

صورة الخبر

كانت الدولة العربية الإسلامية أثناء الخلافة العباسية في مقدمة دول العالم حضاريا، بالفلسفة والعلوم والطب والفلك، ومن علمائها ابن سينا والفارابي والخوارزمي وابن الهيثم وابن رشد، وتاريخ العالم حافل بمنجزاتهم، ويذكر التاريخ أن هارون الرشيد أهدى شارلمان ملك الفرنجة ساعة مائية صناعة عربية ارتفاعها أربعة أمتار، ذهل بها شارلمان وظن مستشاروه أن فيها شياطين تحركها، فكسروها ليطلعوا على ما بداخلها ولم يعرفوا كيف يعيدون إصلاحها، وهذا يدل على فارق التقدم بيننا وبين الغرب آنذاك، ولكن بعدها عاشت الأمة عصور الظلام مئات السنين، في وقت استفاد الغرب من علوم علمائنا وتقدموا علينا في ما سمي بعصر النهضة، وبدأ استحواذهم على أوطاننا وقد كانت الحرب العالمية الأولى بداية لسياستهم العدوانية الحديثة ضدنا، فتقاسموا الوطن العربي بموجب اتفاقية سايكس بيكو، وبعدها وعد بلفور لزرع الكيان الإسرائيلي على أرض فلسطين، ثم جاءت الحرب العالمية الثانية لتعميق احتلالهم لأوطاننا فأعانوا الصهاينة لإعلان دولة إسرائيل سنة 48 كسرطان في أرض فلسطين بهدف انتشار ذلك السرطان في بدن الوطن العربي، وما زالوا يدعمونه على كل المستويات، وقد ناضل أبطال الأمة العربية وشعوبها لمناهضة الاستعمار الغربي والتصدي له، وتم على أيديهم استقلال معظم البلاد العربية في أوائل الخمسينات والستينات من هذا العصر، ولكن بكل أسف فإن ثمار ذلك النضال بدأت تتساقط لعدم الاستمرار في التصدي والوقوف في مواجهة الاستعمار الغربي. لقد استبدل الاستعمار الاستيطاني الغربي ثوبه بالاستعمار الامبريالي الجديد، وقد توهم العديد من الدول العربية أن هذا الغريب الغربي بثوبه الجديد يمكن أن يكون صديقا أو حليفا، رغم أن هذا العدو لم يبد يوما تعاطفا نحو الأمة العربية، بل كان دائما وفي كل الميادين يقف ندا وعدوا للعرب، ويعمل على تمزيقهم وابتزازهم عنوة، واستغلالهم لتنفيذ مآربه وخططه العدوانية. وأخيرا، إن الأمر الأكيد هو أننا ضللنا الطريق وربما غابت الحقيقة عن أعيننا ؟! ولا بد أن نصحو. لنطفئ النار التي أمسكت بثيابنا وأحرقت جلودنا.مصطفى الصراف