خير الناس مَنْ نفعهم وأدخل السرور على قلوبهم، ومن أفضل الأعمال التي تسعد العباد الإحسان إليهم كمن نفّس عن أخيه كربة أو قضى عنه ديناً أو سد حاجته بالصدقة، فمن أجلّ الأعمال التي شرعها الله تعالى الصدقة لما لها من فضائل فإن الصدقة تطفئ غضب الله عز وجل وتمحو الخطيئة وتقي من النار وهي دواء لأمراض البدن والقلب ودفع للبلاء، ومطهرة للمال، وأجرها يتضاعف، يقول تعالى في مضاعفة ثوابها: (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) البقرة/261، ويقول رسول الله في فضلها: «ما تصدق أحد بصدقة من طيب ولا يقبل الله إلا الطيب إلا أخذها الرحمن بيمينه وإن كانت تمرة فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل كما يربي أحدكم فلوه، أو فصيله» رواه مسلم، فإن ثوابها عظيم عند الله تعالى ترفع المتصدق في دنياه وآخرته وإن كانت قليلة.وأجر الصدقة يضاعف وثوابها يزداد في شهر رمضان فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في شهر رمضان حين يلقاه جبريل في رمضان، كان أجود بالخير من الريح المرسلة.وقال عليه الصلاة والسلام: «مَنْ فطّر فيه صائمًا؛ كان كفارة لذنوبه، وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيئًا»، فالمسلم يكثر من الصدقات في هذا الشهر المبارك ليبارك الله تعالى له في ماله وأيامه.* دكتوراه في الفقه المقارنaaalsenan@aalsenan@hotmail.com