إعداد:إبراهيم باهو هوس الترحال والاستكشاف ازدهر كثيراً بين المغامرين البرتغاليين والإسبان في أواخر القرن ال15 وبداية ال16، وذلك لقوة أساطيل الدولتين البحرية، إلاّ أنهم لم يكونوا الوحيدين في هذا التسابق، ففي مثل هذا اليوم من عام 1596 اكتشف الملاح ورسام الخرائط والمستكشف الهولندي ويليام بارنتز، جزر سفالبارد في القطب الشمالي.يعدّ إنجاز بارنتز بالوصول إلى هذه المنطقة الباردة جداً والتي تتبع النرويج حالياً، فريداً من نوعه، وذلك بعد عدة رحلات فاشلة لاستكشاف المناطق القطبية البعيدة وطرقها لرسم خرائط تلك المنطقة.في مايو 1596 انطلق بارنتز برفقة زميليه جان ريجب وجاكوب فان هيمسكيرك، في رحلتهم لاكتشاف طريق الممر الشمالي الغربي في القارة القطبية الشمالية، وذلك بعد أن اشترى وجهز مجلس مدينة أمستردام سفينتين صغيرتين لهم.وخلال الرحلة في ال17 من شهر يونيو/حزيران من عام 1596 اكتشف بارنتز جزيرة «سبيتسبيرجين» أكبر جزيرة في أرخبيل سفالبارد عقب رؤيتهم لساحله الشمالي الغربي، وبعد 4 أيام شاهدوا مدخلاً لخليج كبير، سُمّي لاحقًا المضيق البحري الأحمر، ورست سفنهم يوم 21 يونيو/حزيران بين المنحدرات المشقوقة، حيث أقاموا هناك سارية مرسوم عليها أسلحة الهولنديين.وفي 25 يونيو دخلوا خليج «ماجد الينيفجوردين»، الذي أطلقوا عليه اسم «خليج الناب»، نسبة إلى شكله الذي يشبه أنياب حيوانات الفَظَّ التي وجدوها هناك، وبعد يوم أبحروا إلى المدخل الشمالي لفورلاندسونديت، إلا أنهم اضطروا للعودة بسبب وجود المياه الضحلة.وبعدها بثلاثة أيام قاموا بالانعطاف حول الموقع الشمالي لجزيرة برينز كارلس فورلاند، التي سمّوه فوجيلهويك، وذلك بسبب أعداد الطيور الهائلة التي شاهدوها هناك، وبعد ذلك أبحروا متجهين جنوباً.عندما وصلت السفينتين إلى جزيرة الدُب في بداية شهر يوليو/تموز، نشب خلاف بين بارنتز وفان هيمسكيرك من ناحية وجان ريجب، فاتفقوا على الانفصال، ليبحر الأول ناحية الشمال الشرقي، في حين اتجه الأخيران باتجاه الشمال.وصل بارنتز إلى جزيرة «نوفايا زيمليا» وهو أرخبيل في المحيط المتجمد الشمالي في شمال روسيا وأقصى شمال شرق أوروبا عند رأس زهيلانيا في 17 يوليو، ولكونه حريصاً لتجنب الوقوع في شرك الجليد المحاط بها، قرر أن يتجه إلى جزيرة «فايغاتش سترايت»، إلاّ أن سفينته علقت وسط جبال الجليد الكثيرة والجبال التي كانت تطفو على المياه.وبعد دفع السفينة إلى الشاطئ، اضطر طاقم السفينة المكوَّن من 16 بحاراً أن يقضي الشتاء على الجليد، برفقة غلام السفينة الصغير، و بعد محاولتهم التي باءت بالفشل لإذابة الأرض، استخدم الطاقم ألواحاً خشبيةً من السفينة وذلك لبناء كوخ يبلغ طوله نحو 7 أمتار أطلقوا عليه اسم «هيت بيهودين هوس» أي «منزل الخلاص»، ويقال إنّه تُوفّي خلال هذه الرحلة وبالتحديد في جزيرة نوفايا زيميليا في 20 يونيو عام 1597.وُلد ويليام بارنتز حوالي عام 1550 في جزيرة تيرشخيلينج شمال هولندا، وبعد احترافه لمهنة رسم الخرائط، أبحر إلى إسبانيا والبحر المتوسط لإنهاء أطلس عن منطقة البحر المتوسط. وأمضى معظم وقته كمستكشف بالبحث عن الممر الشمالي الغربي، واستنتج منطقياً أن من المؤكد أنه عبارة عن ممر مفتوح به مياه صافية ويقع شمال سيبيريا، حيث الشمس تُشرق 24 ساعة في اليوم، معتقدًا أنها أذابت أي جليد يُحتمل وجوده.