علقت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل وزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية هند الصبيح على وضع الخطة الإنمائية في ما يخص المشاريع بما يلي:ـ اعتمدت على الكم وأهملت الكيف؟ـ لم تأخذ بعين الاعتبار الجودة في انتقاء البرامج والمشروعات وإدارتها.ـ لم يتم الأخذ بعين الاعتبار أثناء إعداد الخطة وثيقة الإصلاح الاقتصادي التي تقدمت بها الحكومة وأقرتها.ـ عدم وجود رؤية واضحة في طريقة إدارة المشاريع الكبرى مثل ميناء مبارك ومستشفى جابر وجامعة الشدادية.بالإضافة إلى عدم فك التشابك بين الوزارات والهيئات (الخميس 15 يونيو 2017).أولاً، أحيي الوزيرة هند الصبيح على الشفافية في ما عرضت، وهو مطابق بالضبط لمضمون ما نطرحه في المقالات بغية توجيه المعنيين بالأمر إلى ضرورة إصلاح مفهوم الرؤية والخطة الإنمائية.مسألة ان الخطة قد اعتمدت على الكم وأهملت الكيف، فهذا بحد ذاته يعني انه لا توجد رؤية من الأساس، حيث إن أي رؤية يجب أن تتضمن الكيف. فاعتماد المشاريع الكبرى كميناء مبارك يجب أن يوضح الكيف (من سيديره وكيف سيكون... هل سيكون مشابهاً لميناء سنغافورة أو هونغ كونغ مثلاً؟ ومستشفى جابر يجب أن تتضح طبيعة الكيف: فهل سيكون تشغيلاً وإدارة مطابقاً لما هو معمول به في أفضل المراكز الصحية العالمية، كمستشفى مايو كلينك أو كليفلاند كلينك أو جون هوبكز؟ وجامعة الشدادية: هل سيكون مستواها مقاربا لمستوى أفضل 400 جامعة على مستوى العالم أو انها مبان تنقل لها كليات جامعة الكويت إضافة إلى حل موضوع مستشفى جابر الثاني؟).المباني والعمران والتطوير، أياً كان نوعه ومجاله، يجب أن يكون مبنيا على معايير واضحة، حيث إن التنفيذ لا يفي بغرض الرؤية لأننا كهدف إستراتيجي نطمح إلى جودة عالمية نستطيع عندها تقييم الأداء والتأكد من أن المشروع كجزء من الرؤية قد حقق الغاية.لذلك٬ نود من الوزيرة الصبيح أن تطالب بإعادة صياغة فورية لرؤية الكويت لتتضمن معيار التقييم والقياس لكل مشروع على حدة إضافة إلى الجدول الزمني للتنفيذ ووضع جل الاهتمام على مرحلة (الأداء والتحكم من إدارة الإستراتيجيات)، فهذه المرحلة سبب في فشل ما يقارب 70 في المئة من الإستراتيجيات على مستوى العالم، حسب آخر التقارير.وتستدعي الضرورة، وضع وزن كبير نسبياً لمحور التعليم وأن يأخذ أولوية قصوى لأن العنصر البشري وتنميته في غاية الأهمية وكثير من الدول النامية قد أولت هذا الجانب أهمية خاصة.ما نعاني منه في الكويت، هو وجود رؤية غير مكتملة الجوانب. وما نلاحظه يدل على عدم تتبع الفكر الإستراتيجي في صياغة خطة العمل الإستراتيجية، وهو ما ذكرناه في آخر مداخلة لنا في اللقاء المفتوح مع معالي الشيخ ناصر صباح الأحمد وزير شؤون الديوان الأميري. وقد سبق وأوضحنا وجهة النظر في ما يخص رؤية الكويت 2035 في مقالات سابقة، وذكرنا ان السبب يعود لغياب محور الرؤية الأهم وهوغياب القيادة الأخلاقية.نريد صياغة فورية لرؤية تهتم بالتعليم والصحة وتعالج الجانب الأخلاقي لبعض السلوكيات السلبية التي طرأت على المجتمع الكويتي... الله المستعان.terki.alazmi@gmail.comTwitter: @Terki_ALazmi