تمكّن علماء إيرلنديون من تطوير مضاد ميكروبي حيوي يقضي سريعاً على البكتريا المقاومة للعلاج، والتي باتت مهدداً صحياً عالمياً. وما زال العلماء مستمرين في تسخير المناعة الطبيعية بالجسم، للقضاء على الميكروبات التي تغزو الجسم، ففي الدراسة الحديثة التي نشرت بمجلة «منتهى العلم في الأحياء المجهرية»، طور العلماء علاجاً يتكون من مركبات «يودو ـ ثيوسيانات»، مستوحاة من أنزيمات وجزيئات تفاعلية، ينتجها جهاز المناعة بالجسم. وتعتبر حالة المقاومة للمضادات الحيوية، ومبيدات الحشرات في تزايد مستمر، وهو أمر يهدّد كفاءة العلاجات في القضاء على العدوى البكتيرية، كما يهدّد مقدرة المبيدات في الحد من التلوث؛ لذلك قام الباحثون بمحاولة تطوير مضاد بكتيري فعال، مستوحى من أنزيم البيروكسيديز الطبيعي، الذي يلعب دوراً كبيراً في المناعة الدفاعية ضد البكتريا، فهو قادر على إنتاج جزيئات مؤكسدة عالية النشاط، في حضور بيروكسيد الهيدروجين. وتعتبر تلك المواد عالية النشاط ـ والتي توجد في إفرازات الجسم الطبيعية، مثل اللعاب والحليب والدموع ـ مهمة، ويمكن أن تتلف الخلايا البكتيرية، وتقضي عليها. ولكن على الرغم من ذلك فإن الأنزيمات تعتبر باهظة الثمن، ويصعب إنتاجها بكميات كبيرة تغطي الحاجة؛ لذلك استبدلها الباحثون بنظام خال من الأنزيم يتكون من بيروكسيد الهيدروجين، واثنتين من المواد المؤكسدة، وهما يوديد وثيوسيانات، وهي مركبات تنتج مواد مضادة للميكروبات، عالية النشاط، من دون أنزيم البيروكسيديز، وتم اختبار مقدرة المركبات في عدد من السلالات البكتيرية منها «المكورات العنقودية المقاومة للميثيسيلين»، وذلك بتعريض البكتيريا للمركبات، كما تم اختبار ما إذا كانت البكتيريا طوّرت مقاومة للمركبات، وذلك بوضعها في حاضنة مع إضافة جرعات قليلة من وقت لآخر. ووجد الباحثون أن المركبات قضت على البكتيريا سريعاً، بجميع سلالاتها، سواء كانت تسبح بحرية أو داخل الغشاء الحيوي الذي تحيط نفسها به، وظهرت فعالية المركبات أيضاً في البكتيريا المقاومة، ولم تطور مقاومة مع مرور الوقت.