×
محافظة المنطقة الشرقية

المملكة تدعو مجلس حقوق الإنسان إلى التصدي للانتهاكات الإسرائيلية

صورة الخبر

تحرك النبي صلى الله عليه وسلم صوب مكة، وجهز جيشاً عظيماً لذلك، ووضع خطة محكمة يصل بها إلى مكة، منها أنه لا أحد كان يعلم بقبلة رسول الله عند خروجه، وإمعاناً في الكتمان أرسل النبي سرية مكونة من ثمانية رجال إلى موضع خارج المدينة، لتذهب الظنون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيتوجه إلى تلك الناحية، فمضى هؤلاء النفر ولم يلقوا جمعاً، فانصرفوا حتى انتهوا إلى موضع آخر شمال المدينة على الطريق إلى الشام، بينما رسول الله مضى إلى مكة في الجنوب، وكل ذلك لإسدال الستر والحجب عن مقاصده صلى الله عليه وسلم. ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطريق إلى مكة، لا يدع أحداً يمر عليه إلا سأله عن مكة وأحوالها، واستطاع أن يجمع المعلومات الاستخبارية الكاملة عن عدوه، كما استطاع أن يخفي أمر خروجه عن أهل مكة، فقد كان يدعو الله تعالى قائلاً: «اللهم خذ على أسماعهم وأبصارهم فلا يرونا إلا بغتة ولا يسمعوا بنا إلا فجأة». ولما وصل الرسول إلى مر الظهران (على بعد 22 كم من مكة) عسكر هناك، وأمر كل المقاتلين بإيقاد النيران، فأضاءت نيران 10 آلاف مقاتل الوادي كله، وشاهد أهل مكة ذلك، فنزل الرعب في قلوبهم، وأيقنوا أنه لا قوة ولا طاقة لهم بنزال هذا الجيش الكبير الذي لم يروا مثله من قبل، وخرج بعضهم يتحسس الأخبار، ويقف على حقيقة هذه النيران العظيمة، وكان فيهم أبو سفيان، فلقيهم العباس، وأخذه إلى رسول الله، كي يستأمنه على أهل مكة، فأعرض عنه النبي حتى أسلم أبو سفيان في الصباح. وطلب النبي من العباس أن يحبس أبا سفيان عند مضيق الوادي الذي يعسكر فيه النبي، وأخذ النبي يستعرض جيشه، وأبو سفيان ينظر، فكان كل ما مر عليه لواء سأل عنه العباس، حتى مر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعه المهاجرون والأنصار، فقال أبو سفيان للعباس: ما لأحد بهؤلاء من قبل ولا طاقة! والله يا أبا الفضل قد أصبح ملك ابن أخيك الغداة عظيماً! فقال العباس: يا أبا سفيان، إنها النبوة، قال: نعم إذن.;