رصد استشاري الطب النفسي د. فهد المنصور، أربعة مسببات لسوء سلوكيات الصائمين من الجنسين، واعتبر أن ارتفاع درجة الحرارة والزحام واختلاف مواعيد النوم واليقظة هي أهم ما يدفع الصائمين للمشاجرات في الطرقات أو تبادل السباب والشتائم. وقال لـ"الرياض": إن ما نقاسيه من ارتفاع في درجات الحرارة واختلاف في مواعيد النوم واليقظة وازدحام الطرق في أوقات الذروة لربما بالإمكان اعتباره سبباً -وليس مبرراً- لما نجده من سلوكيات مسيئة ومشينة للصائمين، حيث أنواع السباب والشتائم تتقاذف في انتظار أن تضيء إشارة المرور لونها الأخضر معلنة حالة الهياج للوصول للسفرة بأسرع وقت ممكن قبل إعلان موعد الإفطار، أو ما تفعله كثير من النساء من جعل العمل متراكماً في وقت واحد حتى ما يكاد يعلن المؤذن للمغرب موعد الإفطار إلا وقد ألقت بأحمال غضبها على كل من تلقاه، ليس ما تم سرده إلا صور منتقاة لمواقف تتسبب في إنقاص الأجر على الكثير من الصائمين، وإفساد قيمة عظيمة يدعو إليها الصوم ألا وهي تقويم الأخلاق وكبح النفس عن الغضب. وأضاف "يخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد من يملك نفسه عن الغضب»، وكذلك قوله: «الصوم جنة فإذا كان أحدكم صائماً فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم إني صائم»، موضحاً بأن الصيام مورس كطقس صحي لإزالة السموم من الجسم وتصفية العقل في العصور القديمة، وروحي كوسيلة للتواصل مع الإله سبحانه، والصيام الحقيقي مدرسة لتهذيب النفس والبدن وتطهيرهما، فهو ترويض للنفس ضد غرائزها الشهوانية، ويمنحها القوة للتصدي لرغباتها وعاداتها، ليضمن لها -بمشيئة الله- خلوها من شوائب الذنوب وثقل الآثام ومخلفاتها. وأشار إلى أن سبل العلاج منه تكون بتجنب مسبباته، فلننظر للأسباب المثيرة لذلك الغضب ولنعمل على إصلاحها، مثلاً لما لا يتم توزيع أعمال المنزل على أوقات متفرقة بدل حصرها في وقت واحد، فجلب وجبة يسيرة من الإفطار كالتمر والماء تروي الرمق وتؤدي غرض الإفطار حتى العودة للمنزل بدل مصادمة الناس ومشاحنتهم.