انهالت عبارات الترحيب بالتجربة الجديدة لحكم الفيديو التي استخدمها «فيفا» في بطولات القارات الحالية في روسيا، ولكن ذلك لم يمنع أنها لم تخطف الأنظار وحدها في مباريات المرحلة الأولى من البطولة، فأهداف الوقت القاتل فرضت نفسها أيضا على البطولة، حيث عرفت حتى الآن ظاهرة تركز الأهداف في الوقت القاتل من الشوط. حيث جاءت ستة أهداف في اللحظات الأخيرة من الشوط الأول أو المباراة ككل، من أصل 13 هدفا عرفتها المباريات الأربع، لينافس الوقت القاتل بقوة على نجومية البطولة حتى الآن مع تجربة حكم الفيديو التي تجد الإشادة بشدة، وأكد السويسري جاني انفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أنه «سعيد جدا» بتقنية الإعادة بالفيديو المستعملة في كأس القارات المقامة حاليا في روسيا. وقال انفانتينو على موقع الاتحاد الدولي «أشعر بسعادة كبيرة إزاء تقنية الاستعانة بالفيديو حتى الآن. لقد شاهدنا كيف يمكن للإعادة بالفيديو أن تساعد الحكام على اتخاذ القرارات الصائبة. هذا هو جوهر هذه التقنية». وأضاف «تساعدنا اختبارات الإعادة بالفيديو في كأس القارات على تحسين الإجراءات المتبعة وصقل آليات التواصل. ما انتظرته الجماهير أصبح واقعا. هذه بطولة تاريخية وتقنية الإعادة بالفيديو تجسد مستقبل كرة القدم الحديثة». وأكد إنفانتينو أن هذه التكنولوجيا ستستعمل في مونديال روسيا 2018 «لأننا لم نحصل سوى على أجوبة إيجابية بصددها». وهي المرة الأولى التي يتم فيها الاحتكام لهذه التكنولوجيا في بطولة كبرى للمنتخبات الأولى لتضاف إلى تلك المستخدمة لمعرفة ما إذا كانت الكرة تجاوزت الخط، ما يخفف بشكل كبير الأخطاء التحكيمية التي ظلمت الكثير من المنتخبات في البطولات الكبرى وتسببت بخروجها من المنافسة. وطبقت تكنولوجيا الفيديو للمرة الأولى في كأس العالم للأندية في اليابان في ديسمبر الماضي، وأيضا في مباراة ودية بين منتخبي فرنسا وإسبانيا في 28 مارس. ثناء وأبدى يواخيم لوف مدرب المنتخب الألماني لكرة القدم رد فعل إيجابيا بشأن الاستعانة بتقنية الفيديو في التحكيم، وذلك بعد أول مباراة للماكينات الألمانية في بطولة كأس العالم للقارات المقامة في روسيا. وفي تصريحات للقناة الثانية بالتلفزيون الألماني (زد دي إف)، قال المدير الفني للماكينات الألمانية أول من أمس: «أعتقد أنه يجب التمهل بعض الشيء، فهي شيء غير معتاد بالنسبة لنا جميعا، أن يقطع الحكم المباراة لدقيقة أو دقيقتين، لكنها أثبتت نجاحها حتى الآن». كانت ألمانيا خاضت أولى مبارياتها في البطولة أمام أستراليا وفازت في اللقاء بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وخلال اللقاء أوقف الحكم الأميركي مارك جايغر اللعب بعد الهدف الثاني لأستراليا الذي أحرزه تومي جوريتش، حيث لجأ إلى تقنية الفيديو للتأكد من أن الكرة لم تلمس يد أحد لاعبي أستراليا، وذلك قبل أن يؤكد الحكم صحة الهدف. وقال لوف عن هذا النظام الجديد الذي تعرض لمناقشات حادة، إن المسألة «تستحق المحاولة». وجرى الاستعانة بتقنية الفيديو في التحكيم خلال بطولة كأس القارات في روسيا في مباراة تشيلي والكاميرون ومباراة البرتغال والمكسيك بواقع مرتين في كل مباراة. وانتهت الحالات الأربع بقرار محدد إما باحتساب هدف أو عدم احتسابه، وتراوحت مدة اتخاذ القرار في هذه الحالات بين 56 ثانية، ودقيقتين وتسع ثوان. إشادة وجاءت البداية الناجحة للمنتخب الألماني في مشواره ببطولة كأس القارات 2017 لكرة القدم المقامة بروسيا، ليحظى لاعبوه الشبان بإشادة نجوم المنتخب الذين توجوا بلقب كأس العالم 2014 والغائبين عن البطولة الحالية للراحة، في إطار استراتيجية المدير الفني يواخيم لوف الخاصة بالاستعداد لمونديال 2018. وكان جيروم بواتينغ ومسعود أوزيل، المتوجان مع المنتخب بمونديال 2014 والغائبان عنه في البطولة الحالية، من أوائل من هنأوا المنتخب بالفوز، وأشادوا بالخلفاء المحتملين لأبرز نجوم المنتخب. وكتب بواتينغ عبر «تويتر»: «أحسنتم أيها الفتيان»، كما كتب لاعب الوسط أوزيل عبر حسابه «التهنئة لكل الفريق اليوم». وجاءت تلك الإشادة قبل توجه المنتخب الألماني من سوتشي، إلى مدينة كازان التي يستعد فيها المنتخب الألماني لمدة يومين قبل المهمة المقبلة الأكثر صعوبة أمام منتخب تشيلي. وكان لوف قد واجه انتقادات من البعض بسبب استبعاد عناصر أساسية بالمنتخب، لكن لوف استهدف منح أطول فترة راحة ممكنة للنجوم الأساسيين قبل الموسم المقبل، الذي سيشهد تنافس المنتخب الألماني على الحفاظ على لقب كأس العالم. كذلك يهدف لوف إلى استغلال كأس القارات في تقييم الجيل الجديد من اللاعبين الشبان، وكذلك الوقوف على مستوياتهم بدقة ربما لاختيار عناصر منهم لتعزيز صفوف المنتخب في المونديال. مؤشر وشكلت المباراة أول مؤشر واضح بالنسبة للوف، وقد لعب ليون جوريتزكا لاعب خط وسط شالكه دور البطولة، بينما يحتمل أن تكون المباراة هي الأخيرة في البطولة لبيرند لينو حارس مرمى باير ليفركوزن. فقد ساهم جوريتزكا في صناعة الهدف الأول للمنتخب الألماني الذي سجله لارس ستيندل، كما حصل على ركلة الجزاء التي سجل منها القائد جوليان دراكسلر الهدف الثاني. وبعدها أضاف جوريتزكا بنفسه الهدف الثالث لألمانيا، وهو الأول للاعب بقميص المنتخب. وأشاد لوف باللاعب جوريتزكا /‏22 عاما/‏ قائلا «ليون جوريتزكا دائما ما يترك بصمة واضحة، إنه لاعب قوي بدنيا وفنيا وقدم أداء رائعا في هذه المباراة». أما عن الحارس لينو، فقد صرح لوف «كان من المتوقع أن يسيطر على الكرة ويمسك بها» كي لا يسمح بالهدف الثاني للمنتخب الأسترالي والذي أشعل المباراة من جديد رغم أن المنتخب الألماني كان متقدما قبله بفارق هدفين. فرصة يتوقع أن يجد مارك أندري تير شتيغن حارس برشلونة، فرصته في حراسة مرمى المنتخب الألماني، خلال المواجهة المرتقبة غدا أمام تشيلي، وقال لوف «منتخب تشيلي واحد من أفضل المنتخبات في العالم، من الناحية الفنية وكذلك التكتيكية. سيكون أمرا جيدا أن نستعرض قدرتنا على منافسته على مدار 90 دقيقة، ونقيم أنفسنا من خلال ذلك».