- يشكو زوج إسراف زوجته في شهر رمضان، حيث تهدر كميات كبيرة من الطعام يومياً، وعلى الرغم من نصحه المستمر لها، إلا أنها لا تتعظ؟ -- يجيب المستشار الأسري، عيسى المسكري، بأن الإسراف صفة مرفوضة، وآفة مذمومة ناتجة من عفوية التصرف المعتاد، على حسب التربية أو البيئة الناشئة أو الشخصية بجهلها الأمور عن عواقبها التي تأثر سلباً في ميزانية الأسرة، فتتأثر العلاقات الزوجية منحدرة بين الرفض المكبوت، والتقبل الحائر، فتتكون إثرها فجوة عاطفية تدفع الزوج إلى غضّ الطرف عن المواجهة. والزوجة المسرفة تبقى مسرفة في رمضان أو غير رمضان، فالزوجة المسرفة تقابلها زوجة أخرى راقية التصرف، دقيقة في الحسابات، عاقلة في التعاملات المالية، ذكية في إدارة ميزانية الأسرة، واعية في الموارد المالية بين المدخلات والمخرجات، فالزوج يثق بقدراتها، ويعطيها إدارة الميزانية، لأنها أفضل منه في أكثر الأوقات، فقد أثبتت جدارتها وإخلاصها، وهناك حالات عدة يسلم الزوج راتبه إلى الزوجة، وتبدأ هي بالتخطيط، ووضع الأولويات، والصرف على حسب الحاجة، يرى الزوج ماله في ازدياد، النعمة تُحفظ، والخير يَعمّ، فيظهر العطاء، وتفيض البركة. وقد رأيت شخصياً نماذج راقية تقوم الزوجة باستثمار مال زوجها، ومن خلال إدارتها المالية بنت له قصراً، وفتحت له محال تجارية رابحة، الزوج يرى ماله ينمو ويزداد، الدرهم يتحول إلى 10 دراهم، إنها زوجة نادرة أمينة في التصرف، صادقة في القول والفعل، فيجب على الزوجة المسرفة أن تدرك أن جمالها يقاس على حسب أخلاقها وأمانتها والسعي نحو حفظ مال زوجها، وخبرتها في إدارة شؤون بيتها، المرأة المسرفة محاسبة عند اللّه، فهي راعية في بيت زوجها، ومسؤولة عن رعايتها. المرأة الصالحة هي التي تحافظ على مال زوجها عند غيابه عنه، عجباً للزوجة المسرفة، كيف ترمي النعمة في سلة المهملات، ولماذا التبذير في الطعام والشراب، ومن المستفيد من شراء ما لا يلزم، أو جلبٍ من السوق فوق الحاجة بلا وعي ولا بصيرة، معظم الأدوات تتلف، وأخرى في ضياع، فوضى في استخدام الموارد، وتخزين بلا ترتيب ولا نظام. قال الله تعالى: «وَكُلوا وَاشرَبوا وَلا تُسرِفوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ المُسرِفينَ». [الأعراف: ٣١] يجب التدخل السريع من أجل وقف الهدر، وحل مشكلة الصرف، بالتدقيق والمراقبة والمحاسبة والتوعية والتثقيف، فهناك دورات في التخطيط الأسري، والذكاء المالي، ونظرية كايزن، وإدارة ميزانية الأسرة، فما يدفع اليوم من أجل حل المشكلة سيوفر غداً ألف يوم في الخسارة والهدر، وقد يتحول هذا المشروع من الصرف العشوائي إلى الاستثمار المتنامي. المستشار الأسري