< يستغل لصوص حرمة شهر رمضان المبارك في التعدي على ممتلكات الآخرين، وسرقة مركباتهم أو ما تحويه من ممتلكات، وكانت عصابات سرقة السيارات تنشط ليلاً الذي يستر عيون المارة بظلامه خلال أشهر السنة، فإن هذه العصابات يحلو لها أكثر ممارسة هذه المهنة المحرمة شرعاً في ساعات الصباح الباكر في شهر الصيام والناس نيام، متيقنين أن لا أحد يرقبهم، إذ إن ليالي رمضان تعج بالمارة من هنا وهناك، والطرقات تكتظ بالمركبات، بينما يخلد الجميع إلى النوم في فترة الصباح بعد السحور وصلاة الفجر. وتصدرت مدينة الرياض أعلى نسبة لعدد السيارات المسروقة وتقدر بـ38 في المئة، تلتها مكة المكرمة 29 في المئة، وفي إحصاء لوزارة الداخلية بلغت السيارات المسروقة في السعودية خلال كانون الثاني (يناير) من العام الماضي 1134 سيارة، أي ما يعادل 37 سيارة مسروقة يومياً. وكثيراً ما يتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي واقعة تظهر سرقة سيارت سواء أكانت مصورة التقطتها الكاميرا، أم حالات تبليغ عن السرقة، إذ إن معظمها لم يتم تصويره، يشكون فيها من تفشي هذه الظاهرة مطالبين بوضع الاحترازات والإجراءات الرادعة للحد منها، حفاظاً على ممتلكاتهم، وعادة ما تتمركز أهداف عصابات سرقة السيارات على الاستعراض والتباهي بالسيارة أو استخدامها في عملية التفحيط، ويصل الأمر إلى التوجه بها إلى محال تشليح السيارات للاستفادة من قطعها، فيما يعمد لصوص سرقة المحتويات التي بداخلها إلى كسر زجاج باب السيارة ثم فتحها وسرقة ما يحلو لهم، فإن لم يجدوا شيئاً ثميناً سرقوا أجهزة التسجيل أو حتى إطارات السيارة. وخصصت مواقع عبر الإنترنت للتبليغ عن السيارات المسروقة والتي يرفق البعض فيها صوراً لسياراته المسروقة، مع رصد بعض أصحابها مكافآت لمن يعثر عليها، وتشمل هذه المواقع أعداداً كبيرة من البلاغات بصفة مستمرة، وخلال الأسبوع الماضي، الخامس من رمضان تحديداً، تم تداول مقاطع فيديو لعملية سرقة محتويات سيارات في حي المربع بالرياض في فترة الصباح، رصدتها الكاميرا وتم تداولها بين نشطاء قنوات التواصل الاجتماعية على نطاق واسع، فيما جاء بيان الناطق الإعلامي لشرطة الرياض موضحاً فيه ضبط سعوديين في العقد الثالث من عمرهما بالتورط في السرقة المتداولة عبر مقطع الفيديو، فيما مايزال البحث جارياًَ عن شريك ثالث لهما، وأهاب الناطق الإعلامي بالجميع أهمية تمرير البلاغات فوراً للجهة المختصة، عوضاً عن التوثيق والنشر غير المسؤول عبر مواقع التواصل الاجتماعي بقصد النشر فقط. وحاولت «الحياة» التواصل مع متحدث باسم شرطة الرياض عن سبب زيادة انتشار هذه الظاهرة والخطط المتبعة للتصدي لها غير أنها لم تتلقَ رداً.