لندن - لا يستسيغ كثيرون زواج الرجال المتقدمين في السن من فتيات يصغرونهم بكثير وترتبط الظاهرة في كثير من الاحيان في مجتمعاتنا العربية بالتخلف ومصادرة حق الفتاة في تقرير مصيرها مقابل زيجات قوامها المنافع المادية، لكن للعلم رأيا مخالفا. ووفقا لدراسة حديثة أعدتها كينغز كوليج لندن فان الرجال كبار السن ينجبون أبناء غريبي الأطوار، يكون أكثر ذكاء وتركيزا لكنهم اقل حرصا على الاندماج بالبيئة. وحسب الدراسة لا تأثير لسن الأم على الأبناء من هذه الناحية، كما ينعدم تأثير الأب على البنات. وقال أحد العلماء إنه مع انتشار ظاهرة الآباء المتقدمين في السن ربما نكون نتجه نحو "مجتمع من العباقرة" القادرين على حل مشاكل العالم. وأظهرت دراسات متكررة أن الحيوان المنوي من رجل مسن معرض أكثر لأن يتطور ويؤدي إلى تكوين شخصية تعاني من الانفصام أو التوحد. وفحص الباحثون نتائج 15 ألف توأم . وهناك بعض التفسيرات المحتملة للظاهرة، منها أن الآباء العباقرة يتأخرون في تكوين عائلة والإنجاب، ثم يمررون جيناتهم إلى أبنائهم، أو أن الآباء العباقرة لديهم بيئة عائلية كالاستقرار الوظيفي والمهن العالية الأجر، وهذه بيئة مناسبة لنشوء أطفال عبقريين. كذلك لم يتسبعد الباحثون احتمال أن يحدث تطور ما في الحيوان المنوي بعد سن معينة يؤدي إلى ولادة طفل عبقري وغريب الأطوار. وقالت البروفيسورة ماغدلينا يانيكا من كينغز كوليج لبي بي سي إنه لا ضرورة لأن تأخذ العائلات هذه النتائج بعين الاعتبار حين تخطيط حياتها. من جهته، قال البروفيسور ألان بيسي من جامعة شفيلد "مع أن العبقرية شيء جذاب إلا أني لا أنصح العائلات بتأخير الإنجاب، فمع التقدم في السن تبرز مشاكل مثل انخفاض الخصوبة وإجهاض الحمل او الحمل بطفل لديه إعاقات مختلفة". وكانت دراسة علمية اخرى حديثة قلبت مؤخرا المفاهيم المتعارف عليها، بتأكيدها أن الأطفال الأذكياء مدينون بهذا الفضل لأمهاتهم وليس لآبائهم، وعلي النقيض فإن الأطفال قليلي الذكاء أو الأغبياء تعتبر أمهاتهم المسؤولات عن هذا الغباء. ووجدت الدراسة أن 80 بالمئة من ذكاء الطفل يعود إلي الأم، وأوضحت أن الجينات التي يرثها الطفل عن أمه هي التي تلعب الدور الحاسم في تحديد مستوي ذكاء الطفل أكثر من الجينات التي يرثها الطفل عن أبيه، حيث إن الجينات التي تحدد ذكاء الأبناء تتركز في الكروموزوم الموجود اثنان منه عند الأم، في حين أن الأب يحمل كروموزوماً واحداً فقط. وأشارت الدراسة إلي أن أهم فترة في نمو المخ هي التي ينمو فيها الجنين في بطن أمه، حيث ينمو المخ أقصي درجات النمو، وهذا النمو يتطلب التغذية الصحيحة التي توفر الكميات الكافية من السعرات الحرارية والبروتين، خاصة في مراحل الحمل الأولي، لذلك يجب علي الأم خلال هذه الفترة أن تزيد كمية البروتين التي تتناولها يومياً عن طريق زيادة كميات الجبن والسمك واللحم والدجاج.