ما الغرض الأساسي والبعد الإستراتيجي من بناء مصفاة الدقم في عمان، وبيع جميع المشتقات النفطية والبتروكيماوية إلى نفس الدول التي تصدر إليها حاليا مشتقاتنا النفطية من المصافي الكويتية حاليا ومستقبلا، مع تحديث مصفاتي الأحمدي وعبدالله ومصفاة الزور تحت الإنشاء؟ لقد كتبنا أن المصفاة المشتركة في عمان، وبنسبة %50، فاقدة النظرة والبعد الإستراتيجي للقطاع النفطي الكويتي من إيجاد مستهلك ومنفذ آمن للنفط الكويتي. هذه المصفاة ستنافس مصافينا الكويتية، وستنافسنا في نفس أسواقنا في آسيا وأفريقيا وأوروبا. وعمان ليست بحاجة إلى منتجاتنا، حيث هي أصلا دولة منتجة ومصدرة للنفط والمشتقات النفطية ومكتفية ذاتيا. ولماذا مثلا لم تستثمر معنا الشركات العاملة هناك منذ اكتشاف النفط هناك، وتمتلك محطات بنزين خاصة بها، مثل شركتي بي.بي، وشل. ولماذا ستتولى شركة البترول العالمية «كيو أيت» مهمة بناء وتسويق المشتقات النفطية، ولا تمتلك القدرات في هذا المجال، حيث خبرتها فقط في قطاع التجزئة ببيع بعض المشتقات النفطية في محطات تعبئة الوقود؟ وما دور قطاع التسويق العالمي الذي هو صلب وأساس مبيعات النفط الخام والمشتقات النفطية والغاز والمنتجات الأخرى؟ أليست هي التي أول من طرقت وافتتحت جميع الأسواق العالمية ومنذ تأسيس مصفاة الشعيبة وتأسيس التسويق العالمي في 1968 مسؤولة الآن عن مبيعات أكثر من 3 ملايين يومياً من كل قطرة إنتاج من النفط الخام الكويتي؟ الرؤية غير واضحة المعالم في بناء مصفاة الدقم في عمان، وهناك الكثير من التناقضات، وأهمها بناء مصفاة للتصدير الخارجي منافسة لمصافينا الكويتية. ونحن بحاجة إلى منفذ آمن للنفط الكويتي وليس منافساً لنا، وفي نفس أسواقنا الحالية. وكذلك إقحام شركة البترول العالمية بعملية بيع الشحنات النفطية بالجملة، وتخصصها البيع بالتجزئة، وفي محطات الوقود والمصانع المحلية/الداخلية والمنازل في نفس الأسواق، كما هي الحال في أوروبا، ومستقبلا في فيتنام. تناقضات كبيرة وأسئلة كثيرة وتضارب في التخصصات. ولا من رد واضح مقنع من القطاع النفطي الكويتي. كامل عبدالله الحرمي naftikuwaiti@yahoo.com