دمشق، أنقرة - وكالات - قتل 472 مدنياً، في أعلى حصيلة بين المدنيين خلال شهر، في غارات للتحالف الدولي بقيادة واشنطن منذ بدء ضرباته الجوية في سورية في سبتمبر 2014، في حين أكدت موسكو أن مقتل زعيم «داعش» أبوبكر البغدادي يكاد يكون مؤكداً بنسبة 100 في المئة.وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن ان المرصد وثق خلال الشهر الممتد من 23 مايو الفائت حتى 23 يونيو الجاري، مقتل 472 مدنياً بينهم 137 طفلاً في غارات للتحالف الدولي، أي ضعف القتلى المدنيين الذين تم توثيقهم خلال فترة 30 يوماً بين ابريل ومايو الماضيين.وسقط القتلى، وفق المرصد، في غارات للتحالف الدولي على محافظتي الرقة (شمال) ودير الزور (شرق).وكان المرصد السوري وثق في الفترة الممتدة بين 23 ابريل و23 مايو، مقتل 225 مدنياً.وبذلك، يكون عدد القتلى المدنيين الذين سقطوا «جراء غارات التحالف الدولي وضرباته الصاروخية» منذ بدء حملته في سورية «1954 مدنيا بينهم 456 طفلاً»، حسب المرصد.وبالإضافة الى المدنيين، وثق المرصد خلال الفترة ذاتها بين مايو ويونيو مقتل «294 عنصراً من تنظيم الدولة الإسلامية في غارات التحالف».وتخوض «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) منذ السادس من يونيو الجاري، معارك داخل مدينة الرقة، معقل «داعش» في سورية، في إطار حملة عسكرية واسعة بدأتها قبل نحو ثمانية اشهر بدعم من التحالف الدولي.وفي هذا السياق، أكد المرصد أن القوات المشاركة في معركة تحرير الرقة بدأت هجوماً تمهيدا للمرحلة الثانية من معركة الرقة الكبرى.وأوضح أن «قوات سورية الديموقراطية مدعومة بالقوات الخاصة الاميركية بدأت عملية التقدم من حي الصناعة شرق مدينة الرقة باتجاه منطقة الصوامع شمال المدينة للبدء بالمرحلة الثانية من معركة الرقة الكبرى في القريب العاجل».وفي موسكو، نقلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء عن رئيس لجنة الدفاع في مجلس الاتحاد بالبرلمان الروسي فيكتور أوزيروف قوله إن احتمال مقتل زعيم «داعش» يكاد يكون مؤكدا بنسبة 100 في المئة.وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت قبل نحو أسبوع أنها ترجح مقتل البغدادي في غارة لطيرانها استهدفت تجمعاً لقياديين كبار في التنظيم على مشارف الرقة.لكن جماعات مسلحة تقاتل في المنطقة ومسؤولين أميركيين يقولون إنهم لا يملكون أدلة على مقتل البغدادي.وقال أوزيروف إن وزارة الدفاع ما كانت ستعلن هذه المعلومات عن مقتل البغدادي لو كانت تعتقد أنه سيُكتشف عدم صحتها لاحقاً.وأضاف «أعتقد أن هذه المعلومات تقترب من نسبة 100 في المئة»، و«كون أن الدولة الإسلامية لم تعرض بعد صوراً له في أي مكان يعزز ثقتنا في أن البغدادي قتل».من جهة أخرى، أعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ان دمشق تجري اتصالات بشأن تفاصيل آليات ووضع مناطق تخفيف التوتر، وانها جاهزة للمشاركة في جولات المفاوضات المقبلة في أستانة وجنيف.وقال إن سورية «جاهزة للجولات المقبلة من مساري أستانة وجنيف الشهر المقبل انطلاقاً من الحفاظ على سيادتها ووحدتها والحرص على حقن دماء أبنائها»، مشيراً إلى أن بلاده «تدقق في كل حرف يتعلق بها ولن تسمح بتمرير أي شيء يمكن لأعداء سورية أن يستفيدوا منه».وجاء كلام المقداد بعد ساعات من ترجيح الناطق باسم الرئاسة التركية ابراهيم كالن أن يتم نشر قوات تركية وروسية في محافظة إدلب، وإيرانية وروسية في دمشق، وأميركية وأردنية في جنوب سورية، بموجب مناطق خفض التوتر.في الأثناء، أكد وزير الدفاع التركي فكري إشيق أن بلاده سترد على أي خطوات تنطوي على تهديد من «وحدات حماية الشعب الكردية» (العمود الفقري لقوات «قسد») في سورية، ورحب بتعهد الولايات المتحدة استعادة أسلحة قدمتها لـ«الوحدات» بعد هزيمة تنظيم «داعش».وقال إشيق إن رسالة تلقاها من وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس تتعلق بالأسلحة التي أعطتها الولايات المتحدة للأكراد «خطوة إيجابية» لكن «التنفيذ ضروري»، مضيفاً «سيتم الرد على أي خطوة لوحدات حماية الشعب الكردية تجاه تركيا على الفور».وأشار إلى أنه «يتم بالفعل تقييم التهديدات التي قد تظهر بعد عملية الرقة. سنتخذ خطوات من شأنها تأمين الحدود بالكامل... من حق تركيا القضاء على التهديدات الإرهابية على حدودها».